الثورة – آنا عزيز الخضر:
تنظم كلية الفنون الجميلة بمشاركة أساتذتها “١٩٦٠- ٢٠٢٥” معرضاً فنياً متلألئاً كالنجوم، ومن دون مبالغة هم كذلك، حين اختصر تاريخ واسع وشامل وطويل المدى عطاءً متناغماً بالخبرة والموهبة، والثقافة والمعرفة بالأصول الأكاديمية مع الأحاسيس الشفافة والروح المشرقة، حينها لا بد أن تتحول المفردات الفنية إلى جماليات أخاذة بما استعاره الفن من تفاصيل الحياة، فحملت تلك اللوحات أبعاداً سامية في كل اتجاه تقنياً، وإنسانياً، واجتماعياً، ونفسياً.
يضم المعرض أعمالاً فنية متنوعة تحضر فيها مساحات تتسع للوطن والمجتمع إلى مفاهيمه، وهويته، وجمالياته، وطموحاته، وآماله، إذ عبّر كل فنان بطريقته ومدرسته الفنية، بموهبته وخبرته وعينه الثاقبة العابرة إلى الأعمق دوماً في كل شيء، بدءاً من الطبيعة مروراً بالوجوه في كل لوحة استثنائية تلحظها الحياة الخاصة، ما جعل المعرض مساحة جامعة تعكس الغنى والتنوّع والإبهار للمشهد الفني السوري ككل، وقد صنعه هؤلاء المبدعون فكان المعرض على غاية من التميز والفرادة، عدا عن كونه إعادة الفنانين إلى واجهة المشهد التشكيلي الفخور دوماً بأعمالهم.
تحدث الفنان مهند سريع لـ”الثورة” عن مشاركته في المعرض قائلاً: “إن المعرض يعتبر الأول من نوعه، كونه يتضمن أعمالاً لأساتذة الكلية منذ تأسيسها، ولغاية الوقت الحالي، إذ شارك 78 فناناً، بما يتجاوز المئة عمل، منها اثنا عشر عملاً نحتياً، ويتطرّق المعرض إلى كل المدارس الفنية والتشكيلية، كما تميز بتعدد التقنيات الفنية من عدة مدارس.
وأشار إلى أن المعرض بحد ذاته يعتبر رسالة تؤكد دور المبدعين في صياغة مشروع سوريا الجديدة، وخاصة بعد عودة المركز لممارسة دوره الحقيقي الذي شوه منذ افتتاحه عام 2015 خلال حكم النظام البائد، مؤكداً أن هكذا معارض تعيد العلاقة الإبداعية بين الأستاذ والطالب، وقد عرضت أعمالاً لفنانين رحلوا عن عالمنا.
وأما اللوحات المشاركات منها- والقول لبشر: فهي عمل جداري للفنان الدكتور عهد الناصر رجوب، إذ تصور برؤية جمالية تاريخ حضارة سوريا بتقنية تنم عن إبداعه من حيث التشكيل والتكوين ورمزية اللون الأزرق ومشتقاته.
وختم بالقول: نحن كفنانين نأمل أن تكون البداية، ونتطلع بنشاطات واسعة لتنتقل إلى الخارج ونصل إلى العالمية ونكمل رسالتنا الفنية.