الثورة – علا محمد:
على مفترق المفاضلة، إذ تكثر الأسئلة وتتشابك الخيارات، تفتح “الجامعة السورية الخاصة” أمام طلابها باباً جديداً مع “هندسة الذكاء الاصطناعي”، تخصصٌ لا يكتفي بإعدادهم للدراسة الجامعية بل يضعهم في قلب المستقبل التكنولوجي.في حديثه لـ”الثورة”، رسم رئيس الجامعة السورية الخاصة الدكتور عبد الرزاق الحسين ملامح الدور المحوري لتخصص هندسة الذكاء الاصطناعي، موضحاً في حديثه لـ”الثورة” أن جوهر أهميته يكمن في إعداد مهندسين يمتلكون مهارات تصميم وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، بما يعزز الابتكار ويواكب الطلب المتزايد على الخبرات في هذا المجال.
وأكد أن الخريجين سيكونون أمام مسؤولية مواجهة التحديات العملية والمساهمة في دفع عجلة النمو الاقتصادي عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
وأشار د. الحسين إلى أن وزارة التعليم العالي اعتمدت رسمياً تعديل الخطة الدرسية لكلية الهندسة لتصبح “هندسة الذكاء الاصطناعي”، بعد صدور قرار مديرية المؤسسات التعليمية الخاصة وموافقة مجلس التعليم العالي، وهو ما يمنح هذا الفرع اعترافاً رسمياً منذ لحظة انطلاقه، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الوزارة، عبر مديرية المؤسسات التعليمية الخاصة، تتابع بشكل دائم جودة التدريس وتطوير المناهج لضمان مستوى أكاديمي رفيع.
منح وفرص واعدة
ولفت رئيس الجامعة إلى أن وزارة التعليم العالي تخصص منحاً في المفاضلة المركزية للحاصلين على الشهادة الثانوية- الفرع العلمي، ومنها مقاعد مجانية للأوائل في كلية هندسة الذكاء الاصطناعي بالجامعة السورية الخاصة، أما البرامج التدريبية، فهي خاضعة لأنظمة الجامعات مع رعاية الوزارة ودعمها، في وقت يفتح فيه التخصص أبواباً واسعة لسوق العمل، من شركات البرمجيات الوطنية والعالمية إلى مشاريع علوم البيانات وتطوير التطبيقات المتقدمة، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تشجيع الجامعات الحكومية والخاصة لإحداث برامج جديدة في الذكاء الاصطناعي، بما يخلق فرص عمل ويجذب الاستثمارات والشركات العالمية.
من جانبه، أوضح عميد كلية المعلوماتية في الجامعة السورية الخاصة الدكتور مهيب النقري، أن إطلاق هذا الفرع جاء ليضع الجامعة في قلب التحدي العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن ما يميز الخطة الدراسية هو تركيزها على الجوانب التطبيقية عبر مقررات مكثفة تغطي أساسيات الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته وأدوات التعلم العميق.
وأشار إلى أن الطلاب يحصلون منذ السنوات الأولى على مهارات في لغات البرمجة والشبكات والمعالجات، قبل الانتقال إلى التخصصات الدقيقة المرتبطة بالمجالات الطبية، الأمن السيبراني، الروبوتات، الاتصالات، وعلوم البيانات، وأضاف أن الجامعة كانت سبّاقة بإدخال تخصصي الأمن السيبراني وعلوم البيانات، وهما من الأكثر طلباً في السوق العالمي.
مختبرات وشراكات
ولم يقتصر الأمر على الجانب الأكاديمي، إذ كشف د. النقري عن خطة لإنشاء مركز خاص بالذكاء الاصطناعي يخدم جميع الكليات، إلى جانب توفير تدريبات عملية مكثفة في مخابر الجامعة، مؤكداً أن الجامعة بدأت بالفعل بالتعاون مع مؤسسات إقليمية وعالمية، إذ شارك طلابها في المدرسة الصيفية لجامعة “محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي”، وسيواصلون حضور مؤتمرات بحثية دولية.
كما لفت إلى أن الجامعة تبرم اتفاقيات مع شركات متخصصة لتأمين تدريب عملي للطلاب، وتعمل على تنظيم معرض سنوي لمشاريع التخرج بحضور شركات محلية وإقليمية، ما يضاعف فرص توظيف الخريجين، وأوضح أن نسبة كبيرة من الطلبة يجدون فرص عمل قبل التخرج بفضل المستوى المتقدم لمشاريعهم.
وفي سياق موازٍ، أكد د. النقري أن الجامعة رفعت خطة لوزارة التعليم العالي منذ أكثر من عامين لافتتاح ماجستيرات تخصصية في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، بانتظار استكمال الإجراءات النظامية، مشدداً على أن التركيز يمتد نحو تشجيع الطلاب على تأسيس شركات ناشئة تدعم ريادة الأعمال، وربط البحوث التطبيقية بحاجات السوق، بما يتيح للخريجين أن يكون لهم بصمة محلية وعالمية.
ومع إطلاق فرع “هندسة الذكاء الاصطناعي”، تصبح الجامعة السورية الخاصة وجهة الطلاب الطامحين لمستقبل أكاديمي ومهني واعد، مع فرصة للمشاركة في صناعة الثورة التكنولوجية التي تشهدها المنطقة والعالم.