غياب الوعي وتجاهل معايير السلامة.. كارثة تهدد أرواح العاملين 

الثورة – مريم إبراهيم:

يعكس واقع العمل في شتى القطاعات غياباً واضحاً لموضوع الصحة والسلامة المهنية، وتوفير البيئة الآمنة بالشروط اللازمة والقوانين التي يكفل تطبيقها حماية العمال وبيئات العمل من الأخطار، خاصة في بيئات العمل الخطرة والمجهدة، والأعمال التي تسبب أمراضاً مهنية للعامل، ما يتوجب العمل لتحديث التشريعات المتعلقة بذلك، وإصدار تعليمات تؤكد الالتزام بالتعليمات والشروط، حيث البيئة الآمنة تضمن أفضل النتائج للعامل ولصاحب العمل وزيادة في الإنتاج والتنمية بالعموم.

حوادث متكررة

وبين فترة وأخرى تتردد أخبار حوادث مختلف في شتى قطاعات العمل، منها وفيات وإصابات عمال أثناء تأدية عملهم سواء في قطاعات عمل حكومية أم خاصة، وتكثر هذه الحوادث في البيئات الخطرة والمجهدة والأعمال المسببة للأمراض لاحقاً، وعلى سبيل المثال لا الحصر بين مصدر الدفاع المدني السوري اليوم أنه أثناء أعمال ترميم بناء السرايا- المبنى القديم لوزارة الداخلية بساحة المرجة وسط مدينة دمشق- حدث انهيار جزئي في أحد الأسقف، ويوجد عدد من العمال عالقين تحت الركام، وتمكنت فرق الطوارئ من إنقاذ عاملين وتتابع أعمال البحث والإنقاذ وسط تحديات كبيرة بسبب احتمال انهيارات أخرى أثناء العمل، وخبر آخر يوم أمس أنه توفي شاب وأصيب آخر من عمال معمل كونسروة بالمدينة الصناعية في عدرا جراء انفجار حراق داخل المعمل خلّف دماراً كبيراً بمحيطه.

قيد التعديل

مدير الصحة والسلامة المهنية في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الدكتور محمد هاشم بيّن في لقاء لـ”الثورة” أن هناك مجموعة من القوانين التي يتم العمل عليها وتهدف لتأمين بيئة عمل آمنة خالية من المخاطر وإصابات العمل والأمراض المهنية، وحماية العامل والمنشآت والآليات والبيئة المحيطة بهم للوصول إلى بيئة عمل آمنة صحية.

وأكد الدكتور هاشم أهمية تنسيق الأدوار المطلوبة بين مختلف أطراف العملية الإنتاجية، فهناك تباين كبير في هذا الشأن، وخلال الزيارات التي يتم القيام بها إلى منشآت العمل يلحظ تفاوت كبير بين هذه المنشآت بما يخص تحقيق البيئة الصحية والآمنة بالشكل المناسب، إذ إن تحقيق هذه البيئة يحتاج تضافر الجهود بين أصحاب العمل والعمال، ولا يكفي أن يؤمن صاحب العمل المعدات والمستلزمات اللازمة لحماية العمال في حال عدم التزام العامل بالتعامل بشكل صحيح مع هذه المعدات، ولا بد من التعاون بين الطرفين، وأن يكون ذلك نابع من داخل كل شخص مشارك لتحقيق اشتراطات الصحة والسلامة المهنية والحماية للعمال والمعمل والآليات الموجودة.

زيادة الوعي

وحول أهمية وعي العمال بحقوقهم وتأمين بيئة مناسبة لهم، أوضح الدكتور هاشم أن ذلك يحتاج زيادة الوعي عند العمال لحثهم على تطبيق جميع الاشتراطات الكفيلة بحمايتهم في من مخاطر بيئة العمل المتواجدين فيها، فهناك بيئات العمل الخطيرة، ويجب توجيه العمال الالتزام لحماية أنفسهم، والعمل على حثّ صاحب المعمل لتأمين كل الوسائل الكفيلة بحماية العامل وتأمين حمايته في مكان تواجده، وهناك الأعمال الشاقة والخطرة التي تهدد الحياة وتحدث أمراضاً خطيرة، ولذلك يجب أخذ الحيطة والحذر وهذا يجب أن يكون على حد سواء بين أصحاب العمل والعمال.

ولفت الدكتور هاشم إلى أن هناك المرسوم الذي يحدد الأعمال الشاقة والخطرة وهي الأعمال المجهدة التي يقوم بها العامل في مكان عمله: كالعامل في مجال الإشعاعات والأخماج المسرطنة، والعاملين في مجالات إخماد الحرائق والغطاسين بأعمال ١٥ متراً، والعمال ممن يتطلب عملهم الطيران بأجواء عالية وسائقي العربات الثقيلة، والعمال الذين يقومون بأعمال صيانة كهربائية، ويتم تسريح العامل وفق المرسوم في حال حصوله على فترة عمل خمسة عشر عاماً متواصلة ضمن الأعمال الخطرة والشاقة، ويتم ذلك وفق لجان محددة في أفرع مؤسسة التأمينات في جميع المحافظات.
وأكد الدكتور هاشم على مجموعة مقترحات تتعلق بالنهوض بواقع الصحة والسلامة المهنية، وذلك بالعمل على تفعيل اللجنة الوطنية للسلامة المهنية المؤلفة من عدة وزارات وممثلين عن اتحاد العمال وغرف الصناعة وغيرها، وضرورة تعزيز الوعي لدى جميع أطراف العمل لتحقيق اشتراطات الصحة والسلامة والتوجه للعمل المشترك بين جميع الوزارات المعنية بهذا الأمر للوصول لأفضل النتائج في مختلف قطاعات العمل، وتدريب العمال عبر دورات تدريب لزيادة الوعي لديهم ،كما أن هناك عدة تشريعات يتم العمل حالياً على إجراء بعض التعديلات عليها، ويلحظ عدم التزام جميع منشآت ومؤسسات العمل بالقوانين والشروط الناظمة لبيئات العمل الصحية، فهناك مؤسسات تلتزم نوعاً ما، ومؤسسات لا تعرف أي شيء عن هذه التشريعات، والمشكلة في الوعي لدى أصحاب العمل.

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب