باحثان سياسيان: نسب بعض القوى الخارجية انتصار السوريين لنفسها تزوير للتاريخ

الثورة – عدي جضعان :
أكد باحثان سياسيان أن انتصار السوريين على النظام المخلوع ،كان ثمرة 14 عاماً من الصمود والتضحيات، وأشارا إلى أن محاولة بعض القوى الإقليمية والدولية نسب هذا النصر لنفسها، هو ” تزوير وسرقة للتاريخ “.
وقال الباحث والمحلل السياسي مصطفى النعيمي، في لقاء مع صحيفة الثورة: إن العمليتين العسكريتين “ردع العدوان” و”فجر الحرية” جاءتا ضمن قراءة استراتيجية عميقة لطبيعة التموضع الإيراني والأسدي عقب الضربات الجوية التي استهدفت المحور، سواء كانت أمريكية أم إسرائيلية.
وتابع:” إن هذه القراءة لم تنفِ وجود معارك، بل رأت في الضربات إحدى وسائل الضغط واستثماراً لفرصة تاريخية لتنفيذ العملية العسكرية وتحرير العاصمة السورية دمشق”.
وأوضح النعيمي أن نجاح تحرير دمشق وانهيار قوات نظام الأسد كان نتيجة لجهوزية الثوار العالية على المستوى التنظيمي، العسكري، الأمني، والخدمي، مشيراً إلى أن تحقيق الأهداف المشتركة السورية كان مبنياً على قدرة فائقة لدى الثوار في المستويات الاستخبارية والأمنية والعسكرية.
وبناءً على ذلك، وبحسب النعيمي، فإن “القيادة السورية الجديدة ” (في إشارة إلى قيادة الثورة) رسمت خطة متكاملة للمعركة ونجحت في استثمار التوقيت الزمني الهام لانطلاقها، مؤكداً أن وجود قيادة عسكرية واحدة للعمليات كان عاملاً حاسماً في تحقيق “الانتصار العظيم”.
وبين النعيمي أن العملية العسكرية انطلقت بالرغم من المعارضة الدولية الشديدة، خاصة أنها تزامنت مع مسار مباحثات أستانا، إذ كانت المنظومة الدولية تفضل الأطر الدبلوماسية.
لكنه أكد أن العملية العسكرية “قلبت الطاولة على الجميع” وحققت أهدافها، ما عزز من مكانة سوريا وساهم في انتقالها من مستوى الثورة إلى مستوى الدولة.
واختتم النعيمي تصريحاته بالإشارة إلى أن صانع القرار في المنظومة الدولية أدرك تماماً قوة الثوار وقدرتهم الفائقة على اختيار الزمن المناسب لإنهاء “مشروع إيران” في سوريا، و هذا النجاح فرض أوراق قوة جديدة لدى “سوريا الجديدة” في المحافل الدولية، وهو ما يفسر، بحسب النعيمي، “حجم الانفتاح الكبير على الدولة السورية محلياً، إقليمياً ودولياً”. داعياً إلى عدم إغفال حجم الجهود التي بذلتها الثورة بمستوياتها العسكرية والأمنية والشعبية لتحقيق هذا الانتصار.
بدوره، أكد الباحث في مركز جسور للدراسات محمود إيبو للـ”الثورة” ، أن سقوط نظام الأسد لم يكن نتيجة دعم خارجي مباشر، بل جاء ثمرة صمود تراكمي للسوريين وإعادة تموضع استراتيجية نجحت في استثمار التغيرات الإقليمية.
وأوضح إيبو أن توقيت عملية “ردع العدوان” كان مثالياً، إذ تزامن مع متغيرات أضعفت النظام بشكل حاد، أبرزها، انشغال روسيا وسحبها لجزء كبير من قواتها وخبرائها بسبب حرب أوكرانيا، ما أدى إلى انكشاف العمق العملياتي لقوات النظام التي اعتادت على الغطاء الجوي الروسي، و إضعاف إيران وحزب الله، إذ تعرض حلفاء النظام لضربات نوعية من إسرائيل، أسفرت عن مقتل قيادات بارزة، ما أضعف الرافعة العسكرية للنظام وخلق فجوة لم يعد قادراً على سدها، وفي المقابل، أتمت فصائل المعارضة إعادة هيكلة شاملة، مؤسسة غرفة عمليات “ردع العدوان” بقيادة موحدة وفعالة، اعتمدت على تمويل ذاتي دون انتظار الدعم الخارجي.
وشدد إيبو على أن محاولة بعض القوى الدولية والإقليمية نسب هذا النصر لنفسها هو “تزوير للتاريخ وسرقة”.
واختتم بأن ما جرى في سوريا لم يكن ثورة واحدة، بل أربع ثورات متزامنة، جمعت بين  التحرر السياسي ضد الديكتاتورية والظلم، والوحدة الوطنية ضد الحكم الطائفي، و الاستقلال الوطني ضد النفوذ الإيراني والوجود الروسي.
ضمن هذا السياق يرفض الباحثون فكرة أن النصر يعود إلى أميركا، أو إلى إسرائيل، أو إلى تركيا، ويشددون على أن التحرير تحقق بـ “سواعد أبنائه وتضحياتهم”، لذلك هم يرون أن النصر هو نتاج “صمود 14 عاماً” من الثورة المتعددة الأبعاد ضد الدكتاتورية والتبعية، وأن الظروف الإقليمية الأخيرة كانت مجرد عامل مساعد جرى استثماره بنجاح من قبل القوى الثورية.

آخر الأخبار
انهيار في مبنى "الداخلية" يخلف جرحى الضحايا تحت الأنقاض.. والطوارئ في سباق مع الزمن الشيباني يلتقي وزير الدولة الألماني للتعاون الاقتصادي في السعودية الشيباني يلتقي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في السعودية أردوغان: ندعم وحدة سوريا ولن نسمح بتفتيتها خطة وطنية لتطوير الضمان الصحي في سوريا سيدات أعمال "تجارة دمشق" تقدمن خطة لدعم المشروعات والتعليم "أنصفونا".. وقفة احتجاجية أمام القصر العدلي في حلب للمطالبة بعودة المفصولين العمل على  ترميم أكثر من 60 ألف هيكل مدرسي سوريا: التعاون العربي في مجالات الأحوال المدنية والجوازات   المكتب القنصلي في درعا ينحز أكثر من ألف معاملة يومياً مدونة سلوك إلزامية.. استعادة الأخلاقيات المهنية إلى الوظيفة العامة شراكات سعودية تركية مع سوريا تدفع التوسع بمشروعات الطاقة المتجددة غياب الوعي وتجاهل معايير السلامة.. كارثة تهدد أرواح العاملين  باحثان سياسيان: نسب بعض القوى الخارجية انتصار السوريين لنفسها تزوير للتاريخ علي التيناوي: انتصار الثورة ليس هدية من الخارج بل ثمرة تضحيات السوريين الحل عند دوائر الامتحانات.. لا بيانات في رابط المفاضلة عودة الورقة والقلم.. امتحانات الثانوية بين القلق والآمال مضر الأسعد: الثورة السورية انتصرت بتضحيات أبنائها "هندسة الذكاء الاصطناعي".. تخصص المستقبل في "السورية الخاصة" "العملات الرقمية".. فرصة محفوفة بالمخاطر في ظل غياب الإطار التنظيمي