الثورة – لينا شلهوب:
عقدت وزارة التربية والتعليم اجتماعاً في مقرها بدمشق، بمشاركة ممثلين عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” وعدد من الجمعيات الأهلية، وذلك بهدف بحث واقع الأبنية المدرسية واحتياجاتها العاجلة، إضافة إلى مناقشة تطوير التعليم الرقمي وتعزيز دور المجتمع المحلي في دعم العملية التعليمية.
وخلال الاجتماع، تم استعراض خريطة تفصيلية تحدد مناطق الأضرار في المدارس، موزعة حسب المحافظات، مع توضيح حجم الاحتياجات في كل منطقة، والإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية، وآليات دعم الطلاب في المناطق المتضررة جراء الأزمات.
وأكد مدير التخطيط والتعاون الدولي في الوزارة حسن الحسين، أن متابعة مشروعات الترميم تتم بدقة وبالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين، مشدداً على أن الأولويات تحدد وفق عدد المدارس المدمّرة والخارجة عن الخدمة، فضلاً عن تلبية احتياجات الطلاب العائدين إلى مناطقهم والنازحين داخلياً.
من جانبه، أوضح مدير الأبنية المدرسية محمد الحنون، أن الوزارة تعمل حالياً على ترميم أكثر من 60 ألف هيكل مدرسي في مختلف المحافظات، لافتاً إلى أن حجم العمل كبير ويتطلب تنسيقاً واسعاً مع المجتمع المحلي لضمان العدالة في توزيع الخدمات وتحقيق الكفاءة في التنفيذ.
كما ناقش المشاركون خلال الاجتماع سبل تنظيم تدخّلات المجتمع المحلي بما ينسجم مع خطط الوزارة، مؤكدين أهمية تكامل الأدوار بين القطاع الرسمي والقطاع الأهلي، لتعزيز استدامة العملية التعليمية، كذلك تم بحث ملف التعليم غير الرسمي وإمكانية دمجه تدريجياً في النظام التعليمي الرسمي بما يضمن وصول الأطفال المتسربين أو المتأخرين دراسياً إلى حقهم في التعليم.
وفي سياق متصل، ركّزت مداولات الاجتماع على تعزيز التعليم الرقمي والتعليم عن بعد، خاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها، أو تعاني من نقص الكوادر، إلى جانب وضع خطط لتأهيل وتدريب المعلمين على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة وتحسين جودة التعليم.
فيما تم التأكيد في ختام الاجتماع الالتزام بمتابعة جميع الملاحظات والمقترحات المطروحة، والعمل مع الشركاء الدوليين والمحليين لتأمين بيئة تعليمية آمنة ومرنة لجميع الطلاب، مع إعطاء الأولوية للمناطق الأكثر تضرراً، وبذلك يشكّل الاجتماع خطوة مهمة في إطار الجهود المبذولة لإعادة بناء قطاع التعليم وتطويره، بما يحقق العدالة التعليمية ويعزز فرص التعلم لجميع الأطفال من دون استثناء.