الثورة – مها دياب:
في ظل سعي الشباب السوري لتطوير مهاراتهم ومتابعة تعليمهم العالي داخل سوريا وخارجها، تبرز مؤسسات التدريب والمساعدة الدراسية كجهات داعمة توفر حلولاً عملية بأسعار مناسبة.. هذه المؤسسات لا تكتفي بتقديم برامج تدريبية تقنية أو مهنية، بل تواكب أيضاً تطلعات الطلاب الراغبين في الدراسة بالخارج، من خلال تأمين القبول الجامعي، السكن، الفيزا، والمنح الدراسية.
في ملتقى “التعليم والتوظيف”، ظهرت نماذج متنوعة من هذه المؤسسات، بعضها يعمل داخل سوريا ويقدم خدماته مجانية، وبعضها يمتد دولياً ويؤمن للطالب فرصة تعليمية متكاملة في بيئة مناسبة.. هذا التنوع يعكس رغبة حقيقية في بناء مستقبل أكاديمي ومهني أكثر عدالة وواقعية، ويمنح الطلاب خيارات متعددة تتجاوز حدود المعدلات والظروف المحلية.
خدمات شاملة
يقول المستشار الأكاديمي في مؤسسة يونايتد التعليمية تميم الأحمر: إن المؤسسة تقدم خدمات طلابية شاملة تشمل تأمين قبولات جامعية في تركيا، وألمانيا، وأميركا، بالإضافة إلى تأمين السكن، الفيزا الطلابية، والمنح الدراسية، علماً أن المؤسسة بدأت عام 2012، وتضم حالياً أكثر من 150 موظفاً موزعين على ستة أفرع حول العالم، منها فرع جديد في مدينة حلب، وبدأت من الأردن، ثم توسعت إلى اسطنبول، وشكلت فرقاً متعددة منها الفريق المغربي، الروسي، الإيراني، العربي، والأوروبي.
الطالب الذي يتوجه إلى المؤسسة يحصل على قبول جامعي واستشارة أكاديمية لتحديد التخصص المناسب، بناء على ميوله وفرص العمل المستقبلية، والمتطلبات الأساسية تشمل جواز سفر، إقامة في البلد المستهدف، وشهادة لغة مثل التوفل أو “الآيلتس” أو “الدوولينجو”.
تكاليف مناسبة
وأشار إلى أن المؤسسة تهتم بجميع المراحل التعليمية من البكالوريوس إلى الماجستير والدكتوراه، وتساعد أيضاً في موضوع الإقامة إذا لم توفرها الجامعة، وأن تكاليف الدراسة السنوية تتراوح بين ألف إلى ثمانية آلاف دولار، وتشمل التسجيل الكامل في الجامعة.
ويؤكد أن المشاركة في المعرض تهدف إلى دعم الطلاب السوريين، خاصة بعد انتهاء مرحلة البكالوريا، وتوعيتهم بالخيارات المتاحة خارج سوريا، ويشجع على إقامة ملتقيات تعليمية بشكل دائم، لأنها تفتح آفاقاً جديدة للطلاب الذين لم تسمح لهم معدلاتهم بدراسة تخصصات معينة داخل سوريا، فيما يمكنهم تحقيق أحلامهم في الخارج.
كما يشير إلى أن المؤسسة تهتم بتأمين منح جزئية تصل إلى سبعين بالمئة، وتتابع مع الجامعات لتوفيرها للطلاب المتفوقين.
معهد دمشق المتوسط
طلبة من المعهد المتوسط في دمشق بدعم من “الأونروا” تحدثوا: إن المعهد يقدم تدريباً تقنياً ومهنياً في مجالات متعددة مثل الهندسة، الطب، المعلوماتية، الكهرباء، الإلكترونيات، البناء، والميكانيك الإنتاجي، والتدريس في المعهد يركز على الطالب ويوفر له فرص عمل، ويخدم الفلسطينيين والسوريين مجاناً.
وأشاروا إلى أن المعهد يتبع وزارة التعليم العالي، ويمنح شهادات معتمدة من الوزارة ومن “الأونروا”، والتسجيل يتم عبر الإنترنت، ويخضع الطالب للمفاضلة الخاصة بالمعهد، تماماً كما يحدث في الجامعات، والقبول يبدأ بعد مرحلة البكالوريا أو التاسع المهني، ويشترط معدلات معينة وبعض المهارات اللغوية، ويهدف إلى تعريف الناس ببرامجه، ويشارك في الملتقى لنشر الوعي حول فرص التعليم المهني المتاحة مجاناً.
ويشير أحدهم إلى أن كثيرين لا يعرفون بوجود المعهد، ويعتبر أن المشاركة في الملتقى فرصة لتعريف الناس به، خاصة أنه يقدم خدمات تعليمية مجانية وشهادات رسمية.
بناء مستقل
من المؤسسات التي تفتح أبواب العالم أمام الطلاب السوريين، إلى المعاهد التي ترسخ التعليم المهني المجاني، تتكامل الجهود في هذا الملتقى لتقديم نموذج تعليمي متنوع وشامل، هذا الحراك الأكاديمي يعكس إرادة وطنية في بناء مستقبل أكثر إشراقاً، إذ يصبح التعليم أداة للتمكين، والفرص متاحة لكل من يسعى.
في سوريا، رغم التحديات، يثبت الشباب والمؤسسات أن الطريق إلى التقدم يبدأ من قاعة الدرس، ويمتد إلى كل أفق مفتوح.