الثورة- منهل إبراهيم:
بعد موافقة “إسرائيل” وحماس على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب لوقف الحرب، تبرز عدة نقاط خلافية بين الطرفين، ما قد يعرقل الخطة الأميركية للسلام في القطاع المحاصر والمدمر، والمباد عن بكرة أبيه بشهادة المنظمات الدولية والقانونية ووسائل الإعلام الغربية، التي يؤكد بعضها أن إسرائيل قد تستأنف الحرب على ما تبقى من غزة بعد إتمام الصفقة واستعادة رهائنها من قبضة حماس.
وكتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن نقاط التعثر في الصفقة، وتحدثت عن جولة المفاوضات غير المباشرة التي تعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية بين وفدي حركة حماس والحكومة الإسرائيلية.
ووفقاً للصحيفة فإنه سيظهر هذا الأسبوع ما إذا كان التفاؤل الذي يبديه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إمكانية إنهاء الحرب في غزة سيصمد أمام تعقيدات الواقع التي أفشلت محاولات سابقة كثيرة، إذ لا تزال حماس تحتجز نحو 20 رهينة على قيد الحياة، وجثامين نحو 28 آخرين، و”بتسليمهم جميعاً، ستتخلى حماس عن أهم أوراق الضغط التي تملكها على إسرائيل، لذا من المتوقع أن تضغط بقوة الآن لتحقيق ما تريده”، وفقاً للصحيفة الأميركية.
وتشير “وول ستريت جورنال” إلى أن الشواغل الرئيسية لحماس تتمثل في تحديد جدول زمني للانسحاب التدريجي الإسرائيلي من غزة، وتحديد النقاط المحددة التي ستنسحب إليها تلك القوات.
ووفقاً للصحيفة فإن منتقدي خطة ترامب داخل حماس سخروا من المقترح واعتبروه “هدنة لمدة 72 ساعة”، بدعوى أنه لا يضمن ما يكفي من الضمانات لمنع إسرائيل من استئناف القتال فور استعادة رهائنها، فضلاً عن عدم وجود إحداثيات دقيقة أو مواقع تفصيلية للانسحاب الإسرائيلي، وقضية ضمان حرية حركة حماس داخل غزة لجمع الرهائن وتسليمهم.
كما يبدو من الخريطة التي أعدها فريق ترامب أيضاً أن الفلسطينيين لن يكون لهم منفذ إلى الحدود المصرية في المرحلة الأولى، ما يعني استمرار الحصار فعلياً، وربما منع من يحتاج إلى المغادرة من الخروج، كما تخشى القاهرة من أن تُبقي إسرائيل قواتها على طول الحدود، وفقاً للصحيفة، مشيرة إلى أن خطة ترامب تنص على إطلاق سراح 250 فلسطينياً محكومين بالمؤبد في إسرائيل، من بينهم أشخاص أدينوا بقتل إسرائيليين، وترغب حماس في الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسماء البارزة مثل مروان البرغوثي لإظهار أن الحرب حققت إنجازاً ملموساً.
كما تطالب حماس أيضاً بالإفراج عن جثماني قائدين من قادتها الأخوين يحيى ومحمد السنوار، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن مصادر عربية وسيطة.
وترى “وول ستريت جورنال” أن كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة حماس قد استجابا للاتفاق بإيجابية، لكن إسرائيل وترامب يتوقعان استسلام حركة حماس، غير أن حماس ترغب في النجاة ببعض من قدراتها، فيما لا يزال بإمكان المتشددين من كلا الجانبين إفشال الاتفاق.
وقد يواجه نتنياهو معارضة من أعضاء اليمين المتطرف في حكومته، فيما يخص الإفراج عن سجناء فلسطينيين أو السير باتجاه اتفاق لإنهاء الحرب.
أما داخل حماس، فقد ترفض فصائل من جناحها العسكري في غزة الصفقة إذا رأت أنها لا تحقق مكاسب كافية مقابل الرهائن، مفضّلة الاستمرار في حرب عصابات منخفضة الحدة ضد القوات الإسرائيلية المنتشرة داخل القطاع، بحسب الصحيفة الأميركية.
إلى ذلك أوضحت شبكة الأخبار البريطانية “بي بي سي” أن حركة حماس كانت تطالب بالإفراج عن 280 سجيناً من أصحاب الأحكام العالية، لكن وفق خطة ترامب سيفرج عن 250 شخصا فقط منهم، مبينة أنه في مقدمة الأسماء التي تطالب حماس بها، القيادي الفلسطيني من فتح مروان البرغوثي، والقيادات من حماس عبدالله البرغوثي، وإبراهيم حامد، وحسن سلامة، وعباس السيد، وأمين عام تنظيم الجبهة الشعبية أحمد سعدات.
في سياق متصل جاء في تحليل عن “معهد القدس للسياسة والأمن” أن أسرع وأكثر الطرق فعالية لإعادة الرهائن هي تدمير القدرات العسكرية لحماس والبنية التحتية الحكومية والتنظيمية في قطاع غزة، كما كان الحال في جميع حروب إسرائيل السابقة.
وكانت حركة حماس قد شددت على وجوب توفير ضمانات بأن يؤدي أي اتفاق، يتم التوصل إليه، إلى وضع حد نهائي للحرب التي تسببت بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع.
وقال كبير مفاوضي الحركة في شرم الشيخ، خليل الحية: إن حماس تريد ضمانات من الرئيس ترامب والدول الراعية لتنتهي الحرب إلى الأبد.
وكان الرئيس ترامب قال في وقت سابق: إن هناك “فرصة حقيقية” للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي دخلت عامها الثالث، “يسعدني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام، وإسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم، وسيتم إطلاق سراح جميع الرهائن قريباً جداً”.