الثورة – فؤاد الوادي:
بين الترحيب والحذر، قوبل الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد عامين من حرب إبادة جماعية شنتها “إسرائيل” على الفلسطينيين في القطاع، راح ضحيتها مئات الآلاف بين شهيد ومصاب ومفقود، بالإضافة إلى دمار كامل للقطاع جعل منه أكواماً من الركام والحطام.
فمع دخول اليوم الـ734 من حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والوسطاء التوصل إلى اتفاق يمهد لإنهاء الحرب في غزة.
وأكدت حركة حماس أن الاتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى، مؤكدة أنها سلّمت قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم بموجب الاتفاق.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية إنه تم الاتفاق في مفاوضات شرم الشيخ على بنود تنفيذ المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة، مؤكداً أن الاتفاق سيؤدي إلى وقف الحرب وإطلاق المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
بدورها، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ الساعة 12 ظهر اليوم بعد توقيع الاتفاق.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته بدأت استعداداتها لتنفيذ الاتفاق بناء على توجيهات المستوى السياسي، وتقييم الموقف.
في الأثناء، لقي اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” والاحتلال الإسرائيلي، الموقَّع في شرم الشيخ برعاية مصرية وقطرية وتركية، موجة ترحيب عربية ودولية واسعة، وسط دعوات إلى التنفيذ الفوري لبنوده ورفع القيود عن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ورحبت قطر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية بالاتفاق، وأملوا أن يتم تطبيقه على الأرض، واعتبروه “بداية حقيقية نحو سلام دائم، بعد معاناة إنسانية غير مسبوقة في غزة”.
كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، واصفاً إياه بأنه “اختراق دبلوماسي حاسم بعد حرب مدمّرة استمرت عامين”، ودعا جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل ببنوده، وضمان تدفق المساعدات إلى المدنيين دون عوائق.
وفي أول ردٍّ أوروبي، عبّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن “ارتياح عميق للتوصل إلى الاتفاق”، مشيراً إلى أن “الجهود الدبلوماسية المكثفة للولايات المتحدة، وقطر، ومصر، وتركيا كانت حاسمة في تحقيق هذا الاختراق”.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن موافقة إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية بشأن غزة تُمثل تقدماً مهماً وفرصة حقيقية لإنهاء الحرب، وإطلاق سراح جميع الرهائن.
واصفة الاتفاق بأنه “إنجاز دبلوماسي كبير”، مضيفة أن “الاتحاد الأوروبي سيبذل قصارى جهده لدعم تنفيذه”.
من جانبها، عبّرت منظمة العفو الدولية عن “أمل حذر” تجاه الاتفاق، محذّرة من أن أي تأخير في التنفيذ “قد يبدّد الثقة الدولية في مسار السلام”
بينما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادها للمشاركة في عمليات تبادل الأسرى، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
بموازاة ذلك، أعربت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، اليوم الخميس، عن استعداد فرق البرنامج الأممي لتوسيع عملياتها بقطاع غزة في أقرب وقت.
جاء ذلك في معرض تعليق المسؤولة الأممية عقب التوصل لاتفاق لوقف العدوان على قطاع غزة.
وقالت ماكين، في تدوينة على حسابها عبر منصة شركة “إكس”: “أضم صوتي إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار فوراً في غزة”.
وأضافت: “يجب أن نتحرك الآن لإيصال الغذاء والمساعدات المنقذة للحياة، ولا وقت لدينا لنضيعه”.
مشددة على أن “هناك حاجة ماسة إلى وصول إنساني غير مقيد للغذاء والمساعدات المنقذة للحياة إلى القطاع”.
ويُنظر إلى الاتفاق، الذي يشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وانسحاباً تدريجياً لقوات الاحتلال الإسرائيلية، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، كأول اختبار فعلي للمرحلة الأولى من خطة السلام التي أعلنها ترامب، والتي تهدف إلى إنهاء العدوان المستمر على غزة منذ عامين.