الثورة-سمر رقية:
تتوسط “قلعة القدموس” الأثرية منطقة تضم عدة قمم، وتقع على بعد 27 كم عن مدينة بانياس، باتجاه الجنوب الشرقي، و70 كم عن مدينة طرطوس باتجاه الشمال الشرقي، وارتفاع يقارب ألف متر عن سطح البحر، وما يميزها عن القلاع الأثرية أنها مكونة من صخرة طبيعية، ويمكن لزائريها الوصول إليها عن طريق باب في جهتها الشرقية.
لم يبق من القلعة حالياً سوى البوابة التي تؤدي عبر درج إلى سطح القلعة، وهناك بئران مائيان قديمان منحوتان بالصخر الطبيعي يستخدمان لجمع الماء، كما تضم القلعة بقايا سور مُهدّم. هناك بناءان قديمان على سفوحها، هما الجامع والحمام، وفي منتصف القلعة تقريباً بناء حجري أثري قديم مدخله عقدي بُني بحجارة منحوتة بإتقان، ذو باب صغير يؤدي إلى قناة داخلية يقوم على ركائز حجرية سداسية من كل جهة، ويمكن الوصول إليها عبر أدراج حجرية قديمة.
الباحث التاريخي أحمد شمسين، بيّن لصحيفة “الثورة” أن القلعة مبنية على صخرة طبيعية معزولة، وبوابتها مبنية بطريقة يمكن من خلالها الدفاع عن القلعة، وهي تنتمي لتراث معماري فريد وتعتبر مادة للدراسة عن تطور العمارة الدفاعية في القرون الوسطى. ولفت شمسين إلى أن القلعة تشكل جزء من ذاكرة المجتمع في القدموس، وترتبط بتاريخ المنطقة منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وتضم القدموس إضافة لقلعتها معالم أخرى “الجامع، سوق الحرف اليدوية القديمة” مما جعلها نقطة تجمّع تاريخية لسكان المنطقة والقادمين إليها. تعرّضت القلعة منذ سنوات لانهيارات صخرية بسبب طبيعة صخورها المكوّنة من عدة طبقات مختلفة. وسُجّلت ضمن قائمة التراث الوطني عام 1976، وتتوزع الأبنية السكنية الحديثة، بعضها من الإسمنت المسلح وبعضها من الحجر المقطوع، على حافة الضلع الجنوبي للقلعة.
تعد القلعة وجهة سياحية مهمة وخاصة لمحبي التاريخ والطبيعة، فمنها ترى البحر وثلوج لبنان أيام الصحو.