ثورة أون لاين- ديب حسن:من جديد ودون توقف مجلس الأمن الدولي مشغول بالشأن السوري، قوى الاستعمار الغربي لا تألو جهداً من أجل تمرير قرارات تحت الفصل السابع لتصل إلى رغبتها شبه المعلنة بالتدخل العسكري في سورية،
تحت راية الأمم المتحدة، وما شهدناه منذ أيام في مجلس الأمن والتطورات التي حدثت بعد استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو المزدوج) يدلل على نفاق المعسكر الغربي ومن يدور في فلكه، فالولايات المتحدة الأميركية التي استخدمت حق النفض الفيتو أكثر من (40) مرّة من أجل إسرائيل، تتباكى أمام العالم على الإنسانية المهدورة حسب ادعائها، لا يخجل الأميركيون أبداً من التعبير بوقاحة عن امتعاضهم من استخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو).. ولا يرى الأميركيون تاريخهم الأسود دبلوماسياً وعسكرياً، وما جرّه على شعوب من مآس وكوارث، وتحديداً شعبنا العربي الفلسطيني، ولكن السؤال الملحّ الذي يطرح نفسه بقوة ولا يبحث عن الإجابة ألا وهو: هل كان لأصدقاء سورية أن يستخدموا حق النقض للمرّة الثالثة لولا ثبات وصمود الشعب العربي السوري.. لولا قوّة وإرادة السوريين شعباً وقيادة، عام ونيّف من عمر الحرب الكونية القذرة على سورية وتجدد أدواتها السياسية والإعلامية والعسكرية غير المباشرة، وآخر مؤامراتها جريمة اغتيال (العمادات) الذين قضوا شهداء وهم المنذرون للوطن منذ اليوم الأول لالتحاقهم بمصانع الأبطال في جيشنا العربي السوري.. لولا هذا الصمود الأسطوري لجيشنا العربي السوري جنوداً وقادة، لولا الصمود السوري مجتمعاً ومؤسسات وبنية متكاملة ما كان لأصدقاء سورية أن يعلنوا حق النقض بهذه القوة، وما كان لقادة واستراتيجيين عالميين ليعلنوا أن ما يجري في سورية هو تحول عالمي ونقطة انطلاق لرسم ملامح عالم جديد.
لولا الصمود السوري لاستطاع المتآمرون أن يحدثوا صدمات وهزات كبيرة جراء الكثير من مؤامراتهم وجرائمهم.. وهم بالتأكيد لم يتركوا لوناً من ألوان الحقد والتآمر إلاّ وجربوه، فالسوري المقاوم المتجذر بهذه الأرض هو اليوم الجندي والطبيب والمعلم والإعلامي، هو الوزير الذي يمتزج دمه بدماء جنوده، سورية بشموخها بتاريخها تعيد صياغة التاريخ، فلجنود سورية نقول: نقبل الأرض تحت أقدامكم، ويا خجلنا من روعة تضحياتكم، وعجزنا أمام هاماتكم العالية.. أنتم صنّاع فجر عالمي جديد.. وستكونون في عروة الدهر وساماً ستكون أوسمة لكل أحرار العالم.
d.hasan09@gmail.com
ثورة أون لاين