ثورة أون لاين: كتب أحمد الجربا معزياً فقال: «لم يكن سعود الفيصل وزير خارجية، لقد كان حالة، بل كان أمة في رجل»!!
ومع أني لا أعرف نسبة من ضحكوا من هذه الأمة ومن غيرها وهم يقرؤون ما خطه قلم الجربا, إلا أنني فكرت في ما رآه الرجل من فلسفة اجتماع أمة في رجل.. إذا اجتمعت, وفي ما انتقاه من كلمات للتعبير عن هذه الفلسفة, فوجدت أن ما اجتمع أولاً في دماغ الجربا إنما هو بؤس الفلسفة وفلسفات البؤس السياسي.. قبل أن تجتمع كوارث الأمة في سعود الفيصل!
انفتقت عبقرية الجربا فجأة ورأت أمة العرب اليوم في أكثر أيامها مجداً وسؤدداً! بل وفي أكثر حقبها كرامة ومنعة.. وحضارة ورقياً أيضاً.. والسبب, اجتماعها في رجل من نموذج سعود الفيصل؟
لعل الجربا اهتدى بما قاله ديفيد كاميرون معزياً أيضاً: «لقد تعلمنا من الفيصل الكثير من الحكمة».. لكنه لم يهتد إلى أن كاميرون يبيع وهماً.. لا وطناً كما يفعل هو, وإلا لكان من إعجابه بـ «حكمة» الفيصل وآل سعود أن يعود ببلده بريطانيا إلى الملكية الجاهلية الاستبدادية التكفيرية المتخلفة على طريقة السعودية!
فعلاً, لقد كان الفيصل, ولا يزال آله, حالة مطابقة لحالة الأمة, بل سبباً رئيساً في هذه الحالة الكارثية كيفما رآها المرء, وفعلاً ما كان لهذه الحالة أن تكون هكذا… لو لم تجتمع أمة من أنموذج الجربا في رجل من أنموذج الفيصل؟
خالد الأشهب