ثورة أون لاين – شعبان أحمد:
صرخ المسؤول المتباهي بنفسه «كثيراً» في وجهي بعد أن عقد حاجبيه وتصبب عرقاً من كافة أنحاء جسمه فقط لأني قلت له: إن المواطن هو الذي يقيّم الأداء… أداء أي مؤسسة وأي وزارة…. الخ…
من هو المواطن حتى يقيّم أداء وزير أو حكومة أو حتى مؤسسة وإن كانت صغيرة…!! مستطرداً: نحن المسؤولين «الكبار» لا ننظر إلاً لتقييم الجهات العليا…. «بمعنى الجهات التي لها صلاحية القرار بالتعيين»…!! نلبي طلباتهم ونكون لهم طواعين خادمين….!!
ولأن كلام هذا المسؤول صدمني انسحبت من الجلسة بهدوء…. بعد أن أخذ «الانكسار» نصيبه من نفسي… ورحت أحاكي نفسي: معقول أن هناك مسؤولين بهذه العقلية… وهم المنتقون لخدمة المواطن وتأمين مصالحه…؟!!
قلنا مراراً وتكراراً إن الأزمة التي تمر بها سورية تستدعي من القائمين والمسؤولين أن تكون جهودهم وأعمالهم وحتى ابتكاراتهم على مستوى الأزمة… فهي «استثنائية» بكل شيء… وبالتالي يجب أن تكون أعمال وجهود المسؤولين استثنائية أيضاً… حتى تستطيع سورية «وهي تستحق» أن تخرج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة… وحتى تكون «سمعة المسؤولين» لدى المواطن الذي قاوم الحصار والغلاء وقذائف الموت والجشع على قدر المسؤولية بالعمل الجاد على تلبية الاحتياجات ولو بحدودها الدنيا…!!
فالمواطن السوري يعي ما حوله… ويدرك صعوبة الموقف… وأن سورية تحارب العالم التكفيري الوهابي الصهيوني برمته…
من هنا بات من الضروري البحث عن مسؤولين هدفهم السعي لتأمين خدمة المواطن, وبالتالي الحصول على «الرضى» وبهذا يكتشف هذا المسؤول أو ذاك أن رضى المواطن عن الأداء يعني أن السفينة تسير بالاتجاه الصحيح…
ولنا في مواطني حلب «عبرة»… فهم الصامدون… المقاومون…. الشرفاء وهم بالتأكيد يستحقون الانتباه… وجدارة الحياة عبر مسؤولين يبحثون ويبتكرون ويضعون الخطط البديلة لأي طارئ…!! لا أن يكونوا عبارة عن مسيري أعمال فقط لاغير…؟؟!!
ملاحظة:
المسؤول المشار إليه في أول الزاوية من محض خيالي…. أما أن يصدف أن أحداً تصرف هكذا… فهذه مشكلته…»…!!