ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
لم يعد خافياً على أحد أبعاد الهجمة الإرهابية على سورية وأسبابها، وحيث بات واضحاً أن التدخل الخارجي في الحرب على سورية يطيل أزمتها ويعقد أي مسار سياسي ينهي ما بدأه منتجو الإرهاب ومشغلوه وممولوه منذ ما يقارب الخمس سنوات دون أن تتأثر بلدانهم بشكل مباشر وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأولها فرنسا التي اشترت المملكة الوهابية ذمة قادتها وجندتهم لدعم توجهاتها الإرهابية في المنطقة.
وفي المقابل باعت واشنطن وباريس ولندن أسلحة لدول الخليج تفوق عشرات المرات ما باعته لهم في الخمسين سنة الماضية بحجة مساعدتها ودعمها بوجه التمدد الإيراني المزعوم ومكافحة الإرهاب الذي أنتجته بالتواطؤ مع واشنطن وأعوانها.
وقد مولت شراء الأسلحة من أموال نفط وغاز الخليج وحرمت مواطنيها من ثروات بلدانهم واشترت بها ما يدمر بلداً مثل اليمن وما يشعل نيران حرب وهابية إرهابية ضد الشعب السوري الذي عَلَّم دول المنطقة معنى الحرية والديمقراطية الغائبة عن مصطلحات تلك الدول العابثة بمصير شعوبها والتي تحاول زعزعة استقرار دول أخرى لا ترضى الخنوع والمهانة وتحمل شعار الوحدة العربية وتحارب العدو الصهيوني الذي تحالفت معه الوهابية ليصبح حلفاً شيطانياً لا ينتج إلا العدوان والقتل…
لم يعد ممكناً لأي مقترحٍ أو مسارٍ سياسي أن يبدأ في سورية قبل وقف التدخل الخارجي، وقد أشار إلى ذلك السيد الرئيس في مقابلته مع قناة المنار قبل أيام مؤكداً أن التوصل إلى تسوية للصراع في سورية لم يعد قريباً ما لم تتوقف التدخلات الخارجية بكافة أشكالها، وخصوصاً أن الدول التي تدعم الإرهاب تفرض شخصيات تمثيلها في أي حوار وهي لا تمثل الشعب السوري.
ورغم ذلك ما زالت سورية قادرة أن تبرهن للجميع أنها دولة صامدة ويقدم جيشها بعقيدته وقوميته الانتصارات والتضحيات وهي بذلك قطعت شوطاً كبيراً في طريق الانتصار على الإرهاب في الميدان ودحره وإعادته إلى أصحابه ومستثمريه ومموليه.
السابق