دروب التيه

ثورة أون لاين – خالد الأشهب : من المعروف جيدا أن لا نظام في العالم اليوم أو حتى عبر التاريخ استطاع أن يقف في وجه ثورة شعبية حقيقية داخلية , وأن يقمعها مهما بلغت سطوته وقوته , ومثل هذا الإجماع لا يقف عند حدود تجارب الشرق والغرب ,

ولا عند وجهات النظر القابلة للتأويل أو النقاش . غير أن ما يحدث في سورية اليوم ليس ثورة شعبية وفق أي مقياس من مقاييس الثورة سواء بالتجربة التاريخية أو بأدبيات الفكر السياسي واجتهاداته , ولا هو سطوة نظام كامل القوة والنفوذ لا يرد ولا سبيل إلى هزيمته كالقدر المحتوم , بل هو خليط ملتبس لجملة إرادات متناقضة سورية وإقليمية ودولية , يتداخل فيها الكثير من النفاق والدجل السياسي بكثير من التضليل والإعماء الإعلامي وبأكثر من هذا وذاك من العنف الدموي غير المبرر .. اللهم إلا لتبرير أهداف غير معلنة .‏

فلو كانت الأطياف السياسية السورية التي تقدم نفسها في هيئة معارضة .. لو كانت تمثل ثورة شعبية حقيقية لما احتاجت اللجوء إلى السلاح والعنف والجريمة , خاصة في ظل دعوة صريحة من جانب الدولة السورية إلى الحوار , ولكان للحوار أولا ولصناديق الانتخابات ثانيا أن تحسم الموقف لصالحها , لكن هذه الأطياف تفتقر إلى الشارع الجماهيري مثلما تفتقر إلى المشروع السياسي , ولأنها تدرك هذه الحقيقة جيدا في سريرتها ترفض الحوار وتصر على الاستئصال بما يتعارض مع منطق الثورة من جهة ومع منطق الديمقراطية الذي تدعيه من الجهة الثانية , ولأنها عاجزة هنا أيضا فإنها ترتمي في حضن كل من له غاية أو هدف من أطراف خارجية عربية أو إقليمية أو دولية .‏

والمحصلة المؤكدة هنا أن هذه الأطياف المتعددة والمتناقضة لا تمثل أحدا من السوريين سوى رموزها ومتزعميها , والذين بدورهم, ومن أجل الوصول إلى غاياتهم الملتبسة وغير المعلنة , تحولوا إلى موظفين لدى الأحضان الخارجية التي تؤويهم وتدعمهم وتمولهم وتسلح مرتزقتهم المتقاطرين إلى سورية من أربع جهات الأرض , ثم لتتعدد ولاءاتها وتختلف أطماعها وتتوه دروبها إلى صناعة الثورة مثلما تاهت إلى وحدة جبهتها , فيما ملايين السوريين يدفعون الثمن!

آخر الأخبار
عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات  الدولار.. انخفاض طفيف وأونصة الذهب تسجل 42.5 مليون ليرة "مياه اللاذقية": ٢٠٠٠ ضبط مخالفة مائية وإنجاز خمسة مشاريع رئيسة سلام: تعاون مباشر مع سوريا لضبط الحدود ومكافحة التهريب مع عودة "سويفت" لسوريا.. هل يتم الوصول للخدمات المالية الدولية بسهولة وشفافية؟ ما وراء إيقاف استيراد السيارات المستعملة؟ قرار ترامب.. باب في سور العقوبات حول دمشق أم هدم له؟ تشغيل وإحداث 43 مخبزاً في حلب منذ التحرير منتدى تقني سوري ـ أردني في دمشق الشهر الجاري   توعية وترفيه للحد من عمل الأطفال بريف القنيطرة إزالة بسطات وأكشاك في جبلة بين أخذ ورد خطوة للأمام أم تراجع في الخدمات؟  السورية للمحروقات تلغي نظام "الدور الإلكتروني" للغاز   معامل الكونسروة بدرعا تشكو ارتفاع تكاليف الإنتاج..  المزارعون: نحن الحلقة الأضعف ونبيع بخسارة   مخاوف مشروعة من انعكاس زيادة الرواتب على الأسعار سوريا تطوي صفحة العزلة والعقوبات وتنطلق نحو بناء الثقة إقليمياً ودولياً