«حصافة» السيدة كلنتون..!!…

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم:تحتاج تصريحات السيدة كلنتون التي لن تتسامح مع من يرسلون إرهابيين للقتال في سورية!!.. إلى الكثير من التوقّف..

ليس فقط لأننا نشكك في دوافعها، و نشك في جديتها على ضوء التجارب المريرة مع السياسة الأميركية، بل لأنها تبدو متناقضة من أساسها، وقد تكون آخر النكت السمجة للدبلوماسية الأميركية..‏

فإذا كانت تعلم بحدود التناقض ذاك فتلك كانت مصيبة، أما إذا كانت لا تعلم فالمصيبة فعلاً مزدوجة، لأن الادعاء هنا ليس فقط فارغاً وأعوج، بل يتسم بمحاكاة تفتقد مبرراتها ومسوغاتها، أو هي نتاج فعل مكاني فرض حضوره..!!‏

لا نعتقد أننا نضيف إلى معلومات زعيمة الدبلوماسية الأميركية شيئاً إذا ما قلنا إن الأطراف التي تعمل على إرسال أولئك الإرهابيين تبدأ في قوس الأزمات الممتد من أقرب حلفائها إلى أكثرهم التصاقاً بالموقف الأميركي.. وجميعهم دون استثناء يناصبون سورية العداء ولم يتورعوا، بل لم يترددوا، في المجاهرة بذلك العداء الذي تجسّد في التصريح بتسليح الإرهابيين، والدعوة إلى الاقتداء بذلك.‏

لكن، ربما ما نقوله يمكن له أن ينشط ذاكرتها وذاكرة إدارتها في المعلومات الموثقة، وأجزاء منها على الأقل تحتفظ بها أدراج مكاتبها، بأن عواصم إقليمية وعربية أقامت شبكات لتجنيد المرتزقة الإرهابيين، وهي على علم بتفاصيلها أكثر من أي جهة أخرى في العالم.. بل ربما ما هو لديها يفوق ما لدى من يقوم بذلك، لأنها بتدبير وتخطيط استخباراتي أميركي وبإشراف مباشر..‏

ونجزم بأن ما قامت به عواصم أوروبية محسوبة وقريبة من واشنطن، من تسفير «للجهاديين» الذين أُعطوا تأشيرات إقامة منذ أعوام، وحانت لحظة التوظيف التي انتظرتها تلك العواصم كي تتخلص من وجودهم أولاً، وتأدية الدور الوظيفي الذي استحضروا من أجله منذ سنوات وتسهيل عبورهم إلى سورية ثانياً.. كل ذلك يتم بإشراف من قوى سياسية وعلى أعلى المستويات في تلك العواصم وبعضها على الأقل بالتشاور مع العاصمة الأميركية.‏

بل هناك حالات موثقة بأن الكثيرين من أولئك «الجهاديين» الذين فقدوا فرص عملهم بعد انتهاء دورهم في حروب المرتزقة التي أنشئت من أجلهم في أفغانستان ومناطق أخرى.. تم تنظيمهم ودفعت تلك العواصم من «حر مالها» نفقات التسفير والإيصال وحتى التسليح..!!‏

مع كل هذا نثق بأننا لم نقدّم جديداً.. لم نضف معلومات لا تعرفها السيدة كلنتون.. وحتى محاولاتنا في تنشيط ذاكرتها ليست سوى محاولة عبثية، لأن المنطق يملي الإقرار بأن ما اقترفته الأصابع الأميركية وما تورطت به هو أبعد من السياق الذي تنتجه تلك التصريحات..‏

فقد اعتدنا على السياسة الأميركية.. أنها لم تتردد يوماً في التسامح مع إرهاب يخدم مصالحها.. ولم تتأخر في عقد صفقات واتفاقات مع إرهابيين لتنفيذ أدوار تتوافق مع تلك المصالح, وتصب في النهاية لحساب إسرائيل.‏

في سورية، لم تشذّ السياسة الأميركية عن تلك القاعدة، بل استخدمتها بأقصى درجاتها، بعدما اعتمدت هؤلاء الإرهابيين لخوض حربها بالوكالة.. في حين كانت أدواتها في المنطقة من دول تابعة وأسر حاكمة مغلوب على أمرها.. وحكومات تبرعت بأدوارها في خدمة المشاريع الأميركية، مجرد منفذين، بعضهم ربما بالغ في حدود الاستجابة أو بالغ في مبادراته!!‏

ندرك كما تدرك السيدة كلنتون، أن من يرسل الإرهابيين إلى سورية هي تلك الحكومات والأسر الحاكمة التي تشكل في مجملها جزءاً من أدواتها.. كما هي تلك الدول الأوروبية التي تبدي حماسة للتدخل في سورية تفوق الحماسة الأميركية وتتفوق على الرغبة الإسرائيلية!!‏

لكن ما لا تدركه.. وهنا المعضلة أن مثل هذه التصريحات لا تصلح لأن يسمعها أحد ما دامت الحجة باطلة من أساسها..ولا يتقبلها عقل لأنها مراوغة وكاذبة ومضللة.. فهل تحتاج لأن نرسل لها قائمة بأسماء أصدقائها الذين يرسلون أولئك الإرهابيين؟!‏

لا نعتقد أنها تحتاجها وهي الأدرى بأصدقائها.. والأقدر على معرفة ما يقومون به، لأنه بالأساس لا يتم إلا بعد الحصول على الضوء الأميركي، وهي الأكثر دراية بعمل أولئك الإرهابيين وطريقة تصنيعهم وتحضيرهم وتجهيزهم ومن ثم إرسالهم، وهي الخبيرة بذلك على مدى عقود خلت وتجاربها فيها مشهود لها.. وتنظيم القاعدة خير شاهد..‏

ما فاتها رغم حصافة كلماتها أننا نعلم علم اليقين أن بازار الانتخابات التي اقتربت سوق مزايداته يملي نفي تهمة التعامل مع الإرهاب أو حتى السكوت عنه.. لكن هذا النفي جاء في الوقت الخطأ، وتعبير لم يحالفه التوفيق.. وحصاده المر قادم.. خصوصاً أن الذاكرة القاصرة التي تعمّدتها بدت فاقدة لفعاليتها، لأن الشعوب لا تتعامل معها.. وفي سورية بالتحديد لا مكان لها حتى لو جاءت بلبوس كلمات منمقة ومنتقاة!!‏

 

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
رجل الأعمال قداح لـ"الثورة": مشاريعنا جزء بسيط من واجبنا تجاه الوطن   في أول استثمار لها.. "أول سيزون" تستلم فندق جونادا طرطوس وزير المالية يعلن خارطة إصلاح تبدأ بخمس مهن مالية جديدة   بدء الاكتتاب على المقاسم الصناعية في المدينة الصناعية بحلب  تسريع تنفيذ الاستثمارات الطموحة لتطوير الاتصالات والانترنت بالتعاون مع الإمارات  موقعان جاهزان لاستثمار فندق ومطعم بجبلة قريباً  صيانة شبكات الري وخطوط الضخ في ريف القنيطرة  في منحة البنك الدولي .. خبراء لـ"الثورة": تحسين وتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية وزيادة بالوصل  وزير الطوارئ  من إدلب: دعم متواصل لإزالة الأنقاض وتحسين الخدمات  انطلاق المرحلة الثانية من الأولمبياد العلمي للصغار واليافعين  بطرطوس  إقلاع جديد لقطاع الطاقة في حلب... الشراكة بين الحكومة والمستثمرين تدخل حيز التنفيذ أزمة المياه في  دمشق ..معاناة تتفاقم بقوة  الشيباني يبحث مع السفير الصيني تعزيز التعاون الثنائي اتفاقية فض الاشتباك 1974.. وثيقة السلام الهشة بين سوريا وإسرائيل مسؤول أممي: وجود إسرائيل في المنطقة العازلة "انتهاك صارخ لاتفاق 1974" إصلاح خط الكهرباء الرئيسي في زملكا  السيارات تخنق شوارع دمشق القديمة "وول ستريت جورنال": إسرائيل خططت لأكثر من عقد للهجوم على إيران فيدان يُحذّر من خلخلة التوازن الأهلي والديني في سوريا: "داعش أداة في لعبة أكبر"   العمل خارج الاختصاص الأكاديمي.. فجوة بين الحلم والواقع