الحدث.. بمعيار أسبقيته..!!

ثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير علي قاسم:

لم يسبق أن واجه العالم ما يواجهه وفق ما هو مدون أو محفوظ في الذاكرة البشرية، حيث ما حصل وما قد يحصل يسجل سوابق ربما غير معروفة، ولا حتى في الخيال، فيما كرة المفاجآت في السياسة وفي العلاقات الدولية تتدحرج ومن دون توقف،

وإن طغى الجانب السياسي إلى حدّ بعيد أو تم التمهيد لتلك المفاجآت من البوابة السياسية، فإن التطورات الميدانية تبدو بمفاجآتها قادمة على أكثر من صعيد.‏

في قمة الرئيسين الأسد وبوتين التي كانت حدثاً.. وشكلت حدثاً.. وأضافت حدثاً، لم تكن خارج سياق تلك المفاجآت في السياسة، وهي تتوج على الملأ مراحل تدشين النظام العالمي الجديد، حيث نقاط التفاهم والتعاون والتنسيق السورية الروسية تتموضع على حروف المشهد الدولي، وترسم أفقاً مفتوحاً للمسارات السياسية وما قد يسبقه من تحالفات تفرض إيقاعها الخاص على العلاقات الدولية، ليكون ما بعدها بقياسات ومحددات تختلف بالضرورة عمّا قبلها.‏

والمفاجأة هنا ليست بمعيار التوقع من عدمه، ولا هي بمقياس الاعتقاد أو التخيل وصحته من دونها، بقدر ما ترتبط بما ينتج من تحولات قياسية غير محسوبة في السياسة، ولا هي معتادة خارجها، بحيث تمثل في الحدّ الأدنى منعطفاً يتبدل تبعاً له ما كان قائماً قبله، وما قد يكون بعده، بناء على ما يستتبعه من متغيرات في النسقين وفي الاتجاهين.‏

لسنا بوارد التعليق على ما جرى حتى اللحظة، بحكم أن ما هو قادم لا يرتبط فقط بما يمكن استنتاجه بناء على التداعيات التي تتراكم على غير صعيد، وتحمل في أجنداتها ما يفوق أي مقدرة على تحديد المسارات التي تحملها في الأيام القادمة، وإنما أيضاً ما قد يأتي وبشكل مفاجئ، وما تم حتى اللحظة ربما لا يعدو كونه تمهيداً أولياً لتطورات لاحقة لا تكتفي بما تحقق سياسياً وميدانياً من إنقلاب في المعطى، وربما في الاتجاه بل يحفر مسارات في السياسة الدولية لم تكن قابلة للنقاش وحتى للتوقع أو التخمين.‏

الواضح أن المزاج الدولي العام الناتج عن تلك المتغيرات قد فرض نفسه كعامل أساسي يعيد تحريك المواقف والتموضعات التي تؤثر بدورها في الأحداث على مستوى المنطقة، كما خارجها، وبدأت تتدحرج المواقف ولو كان على حياء أو بشيء من الحرج، سواء كانت في حركة استباقية أم جاءت بفعل أمر عمليات أميركي أو نتيجة محاولة اللحاق قبل فوات الأوان، وهي بالتأكيد تُحضّر المسرح السياسي لمقاربات تبدو خارج رتم المواقف والتصريحات المتورمة للكثير من الأطراف الإقليمية التي أدمنت اللغو على مدى السنوات الماضية.‏

وبغض النظر عن المساحة التي يستطيع ذلك المزاج أن يحدثها وسط هرج ومرج يحيط بالمقاربات الغربية، فإن محاولات المداورة الإقليمية بشقيها الوظيفي أو الاضطراري، تتجاوز سياق المقدرة على تطويع المشهد، حيث التركي كما هو السعودي يستصعب هضم ما يسمعه من الغربيين، لكن الأمر الواقع والرسائل المتخمة بالاحتمالات القاسية تجعل الإصابة بعسر الهضم أسهل من أي خيار آخر يلوح في الأفق، ومن تبقّى منهم خارج السرب، بمن فيهم وزير خارجية «امبراطورية» قطر «العظمى»، لا يعدو كونه في طور مراهقة سياسية تفصل بينها وبين مرحلة النضج السياسي الذي يعوز السعودي سنوات ضوئية.‏

فالمسألة لا تقاس بأقوال ساقطة كما سقط الكثيرون ممن أطلقوها على عواهنها، ومن دون أن يدققوا في بياناتها وما تقود إليه، ولا هي بحسابات ومعادلات تنزلق في أغلبها إلى خانة تحاصر قائلها وتلاحق متبنّيها، بل في أفعال ترسم على الأرض وفي السياسة عناوين غير مسبوقة للمشهد الدولي، وتضع حجر أساس لمشروع إقليمي بأبعاد دولية جرى تقديم محدداته ووضع سياق حضوره.‏

مانستطيع الجزم به أننا على عتبة متغيرات عاصفة، تصنع الحدث ولا ترتهن لحواضنه، ولا تتوقف عند تلك الترهات.. بل تسير إلى حيث يقتضي الواجب والمسؤولية، وحيث تتطلب التحالفات بشرعيتها ومعاييرها القادمة من الشرق.. بروحيته وضميره وإنسانيته.‏

أسبقية الحدث ليست محصورة في المفاجأة التي شكلها ولا مجرّدة من رمزيتها وتوقيتها، ولا هي خارج أبعادها مكانياً وزمانياً، حيث الخيط الفاصل بين مشهد دولي يأفل، وفجر آخر ينبلج تحدده انعطافات سبق للتاريخ قديمه وحديثه أن شهدها أو عرفها وحددها، لكنها هنا لا تكتفي بمحددات اللحظة فحسب، بل أيضاً بما سيليها لتكون شاهداً على الفارق بين حقبتين وربما بين منعطفين.‏

a.ka667@yahoo.com ‏
 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة