ثورة أون لاين-أحمد عرابي بعاج :
أعطت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى روسيا زخماً جديداً ودفعاً مهماً في العلاقات السورية الروسية. وتأتي تلك الزيارة المهمة بعد قيام روسيا بعملياتها الجوية في محاربة الإرهاب بطلب من الحكومة السورية وبمشاركة الجيش العربي السوري في مكافحة ودحر الإرهاب.
وكان من الطبيعي بعد حوالي شهرين من قيام القوى الجوية الروسية بضرباتها المركزة على أهداف وأوكار الإرهابيين بداً من وسط سورية وتوسعاً نحو الشمال والشرق أن يتبعها بعد حوالي الأسبوع وحدات من الجيش العربي السوري بمهامها البرية التي ترافقت أيضاً مع طلعات الطيران السوري والروسي ولاستعادة الأراضي السورية من أيدي الإرهاب شيئاً فشيئاً وصولاً إلى تطهير كامل تراب الأرض السورية.
أما عن نتائج الزيارة الرئاسية الهامة والتي تأتي ضمن هذا الوضع الجديد، فهي تهيئ لمرحلة عسكرية وسياسية جديدة أوسع وأعمق وأشمل، حيث الإصرار الروسي على دعم الدولة السورية يأتي منسجماً مع القانون الدولي وإيماناً روسياً بأن الحرب على الإرهاب لا يمكن أن يتم دون التعاون المباشر مع الحكومة الشرعية السورية التي تقاتل الإرهاب منذ أكثر من أربع سنوات.
وتأتي التصريحات الرئاسية الروسية والسورية متطابقة حول محاربة الإرهاب وزيادة الدعم للحكومة والجيش السوري مع دراسة إمكانية تحقيق إختراق في المسار السياسي يؤدي إلى وضع حد للإرهاب والتدخلات الغربية والإقليمية في تأزيم الوضع في سورية وإعادة إعمار سورية والحفاظ على وحدة ترابها الوطني الذي ترى فيه موسكو أساساً لا يجب التفريط فيه تحت أي شكل، ولا بد من وقف التدخلات السلبية لواشنطن وحلفائها الذين يدعمون الإرهاب ولا يحاربونه ويمدونه بالسلاح عبر وكلائهم ومن الجو وأكثر من مرة وتكررت تلك الحالات مؤخراً بعد أن بدأت بوادر الهزيمة تلوح فوق رؤوس تلك المنظمات الإرهابية التي بدأت تتقطع أوصالها والقضاء على ما تبقى منها، ولن يطول الزمن كثيراً هذه المرة، فما بعد دخول روسيا على خط محاربة الإرهاب في سورية ليس كما قبله…. وواشنطن تعلم ذلك جيداً.