ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
وضع وزير الخارجية الروسي يده على الحدث بتفاصيله في مقابلة له قبل يومين على إذاعة روسيا عندما قال: نحن مستعدون لتعاون عملي مع دول التحالف، والعمل معها لتحديد الشروط التي ستحترم على وجه التأكيد، وهي سيادة سورية والامتيازات التي تتمتع بها القيادة السورية، في معرض رده على تكرار مطالبة واشنطن بتغيير القيادة في سورية من دون وجه حق، متجاوزين رغبة الشعب السوري وطموحاته.
وأضاف لافروف في مقابلته: إن داعش يسعى لتحقيق أهداف خاصة به بغية إقامة ما يسمى «الخلافة» من دون أن يربط ذلك بأي شكل من الأشكال بالتطورات في سورية ومن دون أن يأخذ بعين الاعتبار المواقف المختلفة للدول من القيادة في سورية، وهو بذلك يفند ما يردده الغرب من ربط الإرهاب فيها ببقاء القيادة السياسية.
وأوضح لافروف أن هؤلاء الإرهابيين الذين سبق لواشنطن أن أطلقت سراح العديد منهم من سجونها في العراق وأفغانستان أدركوا أن أمامهم فرصة نادرة لتطبيق مشروعهم الهدام الذي وضعوه منتصف العقد الماضي، ولكن العملية خرجت عن سيطرة الدول الأجنبية وأصبحت تتطور من تلقاء نفسها، ويبدو أن الجميع الآن أدركوا أن الخطر مثل جني يخرج من زجاجة يستحيل إجباره على العودة إليها.
وهذا ما يستدعي تضافر الجهود الدولية لمكافحة هذه الآفة، دون وضع شروط تلبي مطامع سياسية لا علاقة لها بوجود الإرهاب التي كانت واشنطن وحلفاؤها أول من دعمته وأنتجته وخرج عن سيطرتها.
وقد أصبحت الصورة أكثر وضوحاً بعد هجمات الإرهابيين في أوروبا ودول أخرى وخاصة في فرنسا التي اكتوت بنار الإرهاب مرتين في عام واحد من مواطنين فرنسيين كانت الوهابية السبب الرئيسي في قناعاتهم الهدامة التي يجب القضاء عليها، والتركيز على التعاون الدولي بدل الذهاب إلى فوضى لا يمكن لأحد أن يستفيد منها.