الكذب الأردوغاني.. والنصيحة الأميركية؟!…

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم: نجزم أن الكثير مما يتفوه به رئيس حكومة العدالة والتنمية في تركيا لا يستحق حتى التوقف، والكثير من هرطقاته السياسية تسقط بحكم التقادم أحياناً، وفي أغلبها بحكم تناقضها وتعارضها مع أي منطق.

لكن حين يكون بعد نصيحة أميركية علنية فإن سلسلة الأكاذيب والافتراءات, التي تصل في بعض مستوياتها إلى قاع لم يسبق أن مارسه سياسيون من قبل, ولا اعتادته سياسة، ترسم علامات فارقة جديدة ليس في سجل الموبقات التي تسجلها الحالة الأردوغانية فقط، وإنما المدى الزمني لبقائها!!‏

فحين ينفي دعم المسلحين وبهذا الكذب الفاضح، وهو يدرك سلفاً أن عشرات الأدلة الدامغة، ومن مصادر تركية سبق لها أن اعترفت بها، تكون الغاية من وراء ذلك أحد أمرين، الأول يتعلق بنفي تهمة يدرك أنه لا يمكن نفيها، وبالتالي إشغال الرأي العام التركي بجدل داخلي بين الإثبات والنفي دون طائل، والثاني التغطية على أهداف أخرى أفردت لها أوامر العمليات حيزاً في الدور التركي المطلوب في المرحلة القادمة.‏

وإذا كانت النصيحة الأميركية لحكومة أردوغان بالكف عن التهديد بعدم استقبال لاجئين تحمل رسالة مزدوجة في الاتجاهين، وخصوصاً حين تكون بصيغة أمر لا التباس في مضمونه، فإنها في الوقت ذاته تشي بما خلفها، وربما ما هو مطلوب من حكومة العدالة والتنمية خصوصاً حين تكون بفتور يصل مرتبة الرفض للطرح التركي.‏

ولذلك يأخذ الاستجداء التركي سياقاً إعلامياً مختلفاً، ودوراً وظيفياً سيتم تعديله وفق المقاربة الأميركية لذلك الدور، ولاسيما حين يرتبط ذلك بعودة لهجة التهديد والوعيد للداخل التركي، قبل أن يكون لغيره، في صراخ أردوغاني خبره الأتراك قبل غيرهم، وكشفوا حقيقته وجوهره وظاهرته الصوتية باعتبارها فقاعة إعلامية وسياسية تتلاشى بالتدريج.‏

والصراخ الأردوغاني هذه المرة، مهما تعددت وتلونت مستوياته، يعكس في نهاية المطاف ذلك المأزق الذي اعتدنا رؤيته مع أفول كل خطوة راهنت عليها تركيا..‏

والواضح أن البحث في الأوراق القديمة ليس أكثر من محاولة يائسة لوقف حالة الانهيار في صفوف مرتزقتهم، والعودة إلى المطالبة بمناطق عازلة يدخل في سياق الإيحاء بوجود بدائل سياسية تخفف من حدة الهزيمة على الأرض، ويكون الكذب الأردوغاني تتويجاً لذلك السياق وإعادة تحديد اصطفافات جديدة، يمكن البناء عليها لبعض الوقت، ريثما تلوح في الأفق متغيرات سياسية، مقابل العمل على إعادة إمداد خطوط المسلحين، وتأمين المزيد من المرتزقة بعد وعود من دول عربية بفتح تلك الخطوط، حيث الحديث عن الصفقات الجديدة التي عقدت بين آل سعود وقطر والقاعدة لنقل إرهابهم إلى سورية.‏

الفشل الذي يلاحق أردوغان هو ذاته الذي يواجه بقية الأدوات الأميركية في المنطقة، حيث يقف الجميع في قاع واحد بانتظار المتغيرات القادمة من واشنطن، والتي يبدو أنها ستطول أكثر من قدرتهم على الاحتمال..‏

نقرّ بأن ما «برع» فيه أردوغان لم يسبقه إليه حتى أسلافه العثمانيين، وقد أضاف اليوم إلى ممارساتهم وأنماطهم، وتستطيع حكومة العدالة والتنمية في تركيا أن تسجل ماركات جديدة باسم رئيسها، فبعد الصراخ الأردوغاني نجد اليوم الكذب الأردوغاني.. والافتراء الأردوغاني.. والوهم الأردوغاني وصولاً إلى الحالة الأردوغانية في التاريخ التركي.‏

ما نقوله ليس افتراضاً ولا استنتاجاً، إنما يحاكي في الكثير من حالاته ما خلصت إليه قناعات الأتراك اليوم، وهو ما بات يشاركهم فيه طيف واسع من شعوب المنطقة والعالم..‏

في كل الأحوال، كما خوت القاعات التي احتشدت لسماع الصراخ الأردوغاني.. تفرغ اليوم أكاذيبه وافتراءاته.. وكما بطل الكثير من ادعاءاته بحكم الزمن تبطل اليوم أحاديث الخيارات التركية وحتى الاستجداء السياسي انطوت أشرعته..‏

لذلك فالنصيحة الأميركية ليست وليدة رغبة في تدارك مخاطر الانزلاق والخواء التركي، بقدر ما تعكس تململاً أميركياً من إسناد وظائف جديدة لهذه الحكومة.. ونتائج هذا التململ في العادة تكون في البحث عن منافذ سيكون أردوغان وحكومته خارج حساباتها.. حيث لا مكان لأردوغان ولا لصراخه أو كذبه سوى مكان الذين سبقوه في الماضي.. إلى مهملات التاريخ.‏

 

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
مصدر عسكري: لا صحة لأي نبأ بشأن انسحاب لوحدات قواتنا بريف دمشق في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.. الجلالي: الحكومة تمتلك الخبرة والقدرة على التعامل مع الأوضاع الطار... "الطيران المدني": مطار دمشق الدولي يعمل بكامل طاقته القضاء على عشرات الإرهابيين بريفي حماة وحمص وزراء خارجية سورية والعراق وإيران في بيان مشترك: لا خيار سوى التنسيق والتعاون لإبعاد مخاطر التصعيد الإرهابيون يشنون حربا إعلامية لإظهار سيطرتهم على بعض المناطق القيادة العامة للجيش: تنفيذ إعادة انتشار وإقامة طوق أمني قوي على اتجاه درعا والسويداء خطة إستجابة لضبط الأسعار وتأمين المواد.. وزير التجارة: مخزون للقمح يكفي القطاعين العام والخاص 5 مجازر للاحتلال في غزة خلال 24 ساعة أسفرت عن ارتقاء 48 شهيداً الجيش الروسي يواصل تقدمه في عمق الدفاعات الأوكرانية طهران تحمل أمين عام الناتو مسؤولية التدهور الأمني المفروض على العالم كوريا الجنوبية: التصويت على مقترح عزل الرئيس السبت القادم الصين تفرض عقوبات على 13 شركة أميركية تصدّر أسلحة إلى تايوان الرئاسة الروسية: نرحب بكل جهود الوساطة لتسوية الأزمة الأوكرانية موسكو: معاهدة الشراكة والدفاع المشترك مع كوريا الديمقراطية تدخل حيز التنفيذ وزير الخارجية الهنغاري: حجب شبكة قنوات RT الروسية نفاق إنجاز علمي جديد لجامعة دمشق في تصنيف التايمز العربي قيادة الجيش: حفاظاً على أرواح المدنيين في حماة وحداتنا تعيد انتشارها خارج المدينة الطيران الحربي السوري الروسي يدمر أعداداً كبيرة من آليات الإرهابيين في ريف حماة الشمالي ويقضي على ال... ثلاثون طفلاً من ذوي الإعاقة مكرَّماً.. "أيدٍ مبدعة" بازار خيري في صحنايا