الثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم
منذ بداية الأزمة في سورية و«الهذيان» السياسي لحكومة أردوغان لم يتوقف .. طوراً في الطروحات والأفكار وأطواراً في الممارسة والتنفيذ، وفي الحالين كان الخلط والافتراء والتوهم حاضراً،لم يغب يوماً.
اليوم يصل إلى مراحل متقدمة تشي بالحالة المزرية التي وصلت إليها سياسة حكومة العدالة والتنمية، وتعكس مأزق الإفلاس الذي يحاصرها في كل اتجاه، خصوصاً بعد أن بدت طروحاتها وخياراتها ترداداً لأمنيات وأوهام أحياناً وصدى لاستغاثات الإرهابيين والمرتزقة أحياناً أخرى.
اللافت أنه يتلاقى إلى حد التطابق في بعض مقاطعه مع مرسي الأخوان في مصر.. ويتقاطع بالتوازي مع مواقف غربية وعربية تحاول أن تقدم مقارباتها على شاكلة الهذيان الأردوغاني.
من مرسي الأخوان في مصر إلى الرئيس الفرنسي مروراً برئيس الوزراء البريطاني ، ومن سوزان رايس إلى مشيخات النفط وانتهاء بمن انضم إليهم سراً وعلانية ، نجد هذا التقاسم في قوس الاستهداف وكأن العدوى الأردوغانية أصابت الجميع دون توقف.
فإذا كان أردوغان في ظاهرته الصوتية يلاحق طيف المأزق الذي يواجهه وساحة الانكسار والهزيمة في أدوار مرتزقته بعد أن منيت خططه بالفشل وبدائله بالإفلاس، فإن مايلفت بالفعل هذا الانزلاق الخطير في التوطئة السياسية التي يقدمها مرسي للحالة الأردوغانية والانحدار إلى مستوى التحزب الأخواني.
وتكتمل الحلقة بحديث الرئيس هولاند عن سعيه لدعم الإرهابيين والمرتزقة بالمدفعية الثقيلة والاتفاق مع رئيس وزراء بريطانيا على تسريع خطوات «الانتقال السياسي»!! ويتوج بتبجح رايس في حديثها عن استمرار دعم الإرهابيين، في سياق المؤازرة للحليف الأردوغاني الذي يحصي آخر هزائمه السياسية، فيما تغلق البوابات أمام مشيخات الخليج بعد أن أوصلت الأمور إلى نهاياتها، وقامت بكل ماتستطيع فعله على المستوى السياسي والإعلامي والاستخباراتي، ولم تقفل بعد أرصدتها للإنفاق على مايحتاجه الإرهابيون والمرتزقة.
لكن كل هذا لم يكن يكفي على مايبدو للدلالة على تلك التقاطعات، وكان لابد من التوقف عند الوقاحة السياسية من حكومة أردوغان، والتي وصلت مراحل متقدمة مَن جنون الادعاء الذي لم يعد خطره حكراً على من يستهدفه ، بل بات خطره يتهدد من حوله والدائرة السياسية الداعمة له وتحديداً الأوروبية!!.
فالمسألة ليست في الرد على هذه الوقاحة، وإنما لقراءة التداعيات وأصدائها المختلفة، والتي تتحرك بأمر عمليات واحد.
مايدركه الجميع أن الهذيان الأردوغاني يحتاج إلى من يوقفه.. وهو الذي يجر المنطقة إلى مخاطر لن تتوقف عند حدود مايجري، بل تنتقل شراراتها في كل الاتجاهات، ومثلما ساهم بمواقفه ورعايته للإرهابيين وتدريبهم في تفاقم الإرهاب في سورية واقفال الحلول السياسية، مدعوماً بمشيخات الخليج، فإنه اليوم يؤجج ذلك الاشتعال ليكون عامل التهديد الجديد الذي تتطاير شظاياه السياسية إلى الضفة الأخرى من المتوسط والتي أثارت مخاوف الإيطاليين!!.
مانوقن به أنه كلما علا صوت ضجيجهم وصخبهم أدركنا كم هو مأزقهم وحجم الإفلاس الذي وصلوا إليه، وما نحن متأكدون منه أن المؤازرة الأخوانية له، وتراكض الأوروبيين والأميركيين لمحاكاته بنفس الطراز من التهيؤات وأضغاث الأحلام، يشكل الدليل القاطع والحجة الدامغة على مساحة الإفلاس التي وصل إليها المخطط.
لكن هذا لايمنع من التوقف ملياً في قراءة هذه الاستماتة لاستنهاض الظاهرة الأخوانية وأصولها السياسية، بالاعتماد على مقاربات تقاطعها مع المشروع الغربي لتكون إحدى أدواته الوظيفية المتقدمة وذراعه لحروب الوكالة الإسرائيلية التي يخوضها!!.
a.ka667@yahoo.com