ثورة أون لاين – شعبان أحمد:
عندما تتابع تسابق مؤسساتنا وشركاتنا العامة والخاصة بعروض بهلوانية مبنية على عضلات من «ورق» عن إنجازاتهم وأرباحهم واستثماراتهم وتحصيلاتهم الضريبية والجمركية تشعر بالتفاؤل والرياح تجري بما تشتهي السفن…؟!!!
حسناً… إذا كان الأمر كذلك فهذا يعني بالضرورة وبالمنطق أن ينعكس ذلك إيجاباً على الاقتصاد الوطني… وبالتالي على دخل المواطن ومعيشته…!!
الذي نراه ونلمسه يومياً هو العكس تماماً … الفقراء يزدادون فقراً… وثلة من الأغنياء يرتفعون ثراء… تحت جنح الظلام… إما بغفلة من الرقابة أو تحت رعايتها واهتمامها..؟!!..
الأسواق باتت كابوساً تلاحق المواطنين في يقظتهم ونومهم… حتى إن زيارتها أصبحت مصدر خوف وقلق يمكن أن يصل إلى مرحلة الرعب «الأخلاقي»…!!
الغريب أن الجهات المعنية تطالعنا صباح مساء عن اجتماعات وجولات ميدانية وخطط مستقبلية للضبط… إلا أن ذلك لم يجد نفعاً…. وعلى مايبدو أنه لن يجدي مستقبلاً….
فغياب السياسات والتخبط في القرارات لايمكن أن يؤديا إلا إلى مزيد من الفشل… ؟!!
المواطن ضجر…ملَّ… أفلس…. والذي ينظر إلى الوجوه يلاحظ مدى البؤس المثقل….!!
أمام هذه الحالة… لاحظت الجهات المصرفية ذلك .. وقررت بعد سنوات طوال إعادة الإقراض لأصحاب الدخل المحدود من مصرف التسليف الشعبي…
المثير هنا أن الأزمة وتداعياتها وارتفاع صرف الليرة السورية أمام الدولار لم تلحظها تلك الجهات…. لا بل وضعت شروطاً أصعب من التي كانت متبعة سابقاً …. !!
في الماضي القريب كان مصرف التسليف الشعبي يمنح قروضاً لأصحاب الدخل المحدود تصل سقوفها إلى مبلغ 300000ل.س ثلاثمائة ألف ليرة سورية تسدد خلال مدة خمس سنوات…. وكانت في تلك المرحلة تقدم قيمة مضافة للمواطن وتعينه في كثير من أمور الحياة…
اليوم وصل الدولار إلى عتبة الـ 400 ل.س…. والقروض بقيت على نفس المبلغ مع فارق أنه يجب تسديده على ثلاث سنوات….؟!!
السؤال: ماذا يمكن أن يحقق هذا المبلغ للموظف في ظلّ الغلاء الفاحش الذي وصل إلى حد الظاهرة الخطيرة..؟!!
ألا يجب على راسمي السياسات المصرفية والتسليفية أن يأخذوا ارتفاع صرف الليرة والغلاء بالحسبان….؟!
بمعنى ما المانع أن تكون قيمة القرض مبلغ 500000 ل.س خمسمائة ألف ليرة سورية ويسدد على خمس سنوات…؟!!
يقال ولكن هذا القول ليس تندراً…. بل حقيقة ملموسة بأن المواطنين باتوا في جلساتهم المريرة يتداولون ويتهامسون أن على الموظف الذي يريد إكساء أولاده وشراء حاجيات منزله من خضار وفواكه، طبعاً دون الحلم بالأدوات الكهربائية ارتياد المصرف لسحب قرض…؟!
البعض اعترض بشدة : وهل يكفي برأيك.؟!!