ثورة أون لاين: أجل، هي في ظاهرها بلطجة وزعرنة، وربما حماقة سياسية أيضاً.. أن يتجرأ مرافقو رجب أردوغان على ضرب وإهانة إكوادوريين بينهم نائب برلماني في بلدهم وعلى أرضهم، فقط لأنهم اعترضوا على مزاعم أردوغان وأكاذيبه!
لكنها في الأصل نموذج مطابق لثقافة تمتد من الاخوان المسلمين إلى داعش مروراً بالقاعدة والنصرة وغيرها.. ثقافة تدعي امتلاك الحقيقة كاملة بما فيها من أرض وسماء ومصير، تلغي الآخر وتشطبه وتقطع رأسه إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وإن لم تستطع داهنته وتملقته مؤقتاً إلى حين تقوى وتتمكن فتنقلب عليه.. رغم أنها ثقافة منحطة أخلاقياً، بربرية وهمجية.. وعاجزة عن انتاج أي حضارة!!
وإذا كان أردوغان ومرافقوه يمثلون وجهاً من وجوه هذه الثقافة، فثمة وجوه ووجوه منها، لعل أسوأها على الإطلاق الثقافة الوهابية التكفيرية السعودية، التي تجعل من قتل الآخر وسفك دمه وتدميره سواء في سورية أو العراق واليمن طريقاً معبداً إلى بلوغ الجنة وحورياتها؟
ولأنها ثقافة متداولة وموروثة وسائدة .. و«مثقفوها» ومتلقوها يتجددون في كل زمان ومكان، فهي وجدان عام وضمير جمعي.. لا يشطب بجرة قلم ولا بحمولة طائرة مقاتلة، بل باجتثاث ذهني فكري وبثقافة مضادة.. وفي معركة قد تستغرق عشرات السنين أو حتى مئاتها!
فلا تدهشكم تهديدات آل سعود بـ «غزو» بلاد الشام.. إذا اكتشفتم يوماً جديتها، فموازينكم لقياس معقولية الإقدام على الغزو.. ليست هي موازينهم في قياس دمائه وغنائمه وسباياه؟؟
خالد الأشهب