ثورة أون لاين: أظهرت الأحداث في حلب بأن المجموعات الإرهابية التي تعمل بتصرف تركيا والسعودية ترتكب جرائم لا توصف، بشكل باتت فيه التغطية على ذلك حتى من حلفاء المتدخلين الخارجين في سورية والداعمين للإرهاب فيها أمراً في غاية الصعوبة، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الأمريكية للمرة الأولى بإدانة الإرهابيين وهو الذي كان على الدوام يدين الدولة السورية حتى ولو كانت الشاشات تعرض اعترافات الإرهابيين بأنهم يقصفوا المدنيين في حلب وغيرها من المدن السورية الأخرى.
الاعتداءات التركية والابتزاز العلني للأزمة في سورية ليس محل جدل، فقد باتت تركيا الداعم الأكثر حضوراً لداعش والنصرة، بشكل شبه مباشر.
حيث تعمل الحكومة التركية جاهدة لترويج فكرة المناطق العازلة والاستمرار في طرحها أمام الأوروبيين بعد أن رفعت واشنطن في وجهها البطاقة الحمراء هي ومملكة الشر التي لم ينفك وزير خارجيتها يردد ما لقن به من لازمة إسقاط الدولة السورية وهو الذي لم يتحدث كما لم تتحدث مملكته الوهابية يوماً عن الكيان الصهيوني وضرورة محاربته كما تتحدث الآن عن إسقاط الدولة السورية. بل يعملون على ذلك بالتحالف مع العدو الصهيوني، ولم يبق إلا إعلان المعاهدة بين تل أبيب والرياض واعتبارها دولة شقيقة لدول وممالك الخليج. وذلك بالتوازي من الاستجداء التركي لإعادة العلاقات مع الكيان الصهيوني وإلقاء خلافاتها معها خلف ظهرها لإيجاد حليف لها بعد أن تقطعت بها السبل نتيجة للسياسة العدوانية التي تتبعها مع الدول المجاورة لها، التي برعت بها حكومة الإخوان في تركيا وجلبت الخراب والدمار للمنطقة والمشاكل الكبيرة للشعب التركي.
ما يجري من عدوان في حلب تقف خلفه تلك الدولتان الأكثر إرهاباً في المنطقة بالتحالف مع الكيان الصهيوني الذي استفاد من خريف الدم في الدول العربية، لدرجة لم تعد معها واشنطن قادرة على وضع حد لتلك التدخلات في المنطقة بسبب العجز الواضح في السياسة الأمريكية غير المسؤولة وعدم تأثرها المباشر بالإرهاب.
أحمد عرابي بعاج