ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
بعد طول غياب، وعلى نحو متزامن وغير ملفت، خرج زعيم القاعدة أيمن الظواهري أول أمس بحديث مسجل بعشر دقائق،
فذرا الرمل في عيوننا أولاً بالهجوم على أميركا والسعودية وداعش، ثم أخبرنا سراً جديداً لا يقل فضائحية عن تلك الأسرار التي تعمل بها ممالك الرمل والغاز والطرابيش فشرح وفسر قائلاً : «إن رفض الغرب لجبهة النصرة في سورية.. مرده الخوف من وجود تنظيم مماثل على الحدود مع إسرائيل»!!
اللـه أكبر.. يريد الظواهري أن يقول لنا إن أميركا والسعودية وحتى داعش هم أعداء جبهة النصرة فرعه في سورية، ولا ينسى الرجل أن يسخر بما يناسب كلاً منهم كي يثبت الكذبة بتكبير حجمها، وأنه الوحيد.. بعد حكومة نتنياهو طبعاً، الذي يدافع عن فرعه في وجه أميركا والسعودية!!
العجيب أن الخارجية الأميركية لم تبلغ الظواهري ولا حتى سراً.. أن الوزير جون كيري يعمل منذ شهر وأكثر لإدخال النصرة ومواقع سيطرتها في حيز الهدنة الحلبية.. لا لأنها متطرفة وتكفيرية «لا سمح الله»، بل فقط لأنه يصعب فصل المعتدلين عن المتطرفين من الإرهابين العاملين في حلب كما قال منذ أيام.. بل لعل الأعجب أن الظواهري أيضاً لم يبلغ «خارجيته» بخدمات إسرائيل لعناصر فرعه السوري؟؟
هي مزايدة سياسية رخيصة وغبية على من هو أحرص من الظواهري على جبهة النصرة، لكن.. والشهادة للـه، فإن توقيت الرسالة يظهر تقنية ومهنية ساعي البريد النشيط بين مرسلها وبين «أعدائه.. أعداء» جبهة النصرة؟