ثورة أون لاين: يلقي قرار الاتحاد الأوروبي بتجديد العقوبات على الشعب السوري ظلال الشك في أن الدول الغربية التي تدعي مكافحة الإرهاب ومساعدة الشعب السوري بأنها تعمل على مساعدة الإرهاب ومحاربة الشعب السوري وليس العكس.
فحصار الشعب السوري لا يحقق مصلحته ولا يمت بصلة لمساعدته لا من قريب ولا من بعيد.
فهو المتضرر الأول والوحيد من هذا الحصار الجائر الذي يقدم للإرهابيين سلاحاً للنيل من صموده وبالتالي يصب في مصلحة الإرهاب.
فالنفاق الذي تدعيه أوروبا إن دل على شيء فهو يدل على أنها ما زالت مع الإرهاب رغم اكتوائها بنيران الإرهاب العائد إلى حيث كان قبل أن تشجعه على الاتجاه شرقاً عبر نقطة التجمع الرئيسية له في المدن التركية، حيث يقوم متعهدي الإرهاب عل الجانب التركي بتقديم الدعم والتنظيم ومن ثم توزيعه على المجموعات الإرهابية لزجه في أتون المعارك التي تفتعلها في الداخل السوري لتحقيق غايات جيوسياسية تلتقي مع ما تعمل عليه مملكة الوهابيين ومعها دوحة التآمر الذين يتقاسمون أدوار رعاية الإرهاب في سورية خدمة لمصالح تل أبيب وواشنطن، بعض منها يلتقي مع ما تبحث عنه من هيمنة وسيطرة على دول المنطقة والبعض الآخر غامض ينفذ حسب الوظيفة التي تكلفها بها واشنطن من دون سؤال عن السبب، لأنها لا تستطيع أصلاً أن تسأل أسيادها فهي دول وظيفية عليها أن تنفذ ما يطلب إليها وإلا…
ومن الوقاحة التي طفت على السطح مؤخراً طلب تركيا الطامعة بالجغرافيا السورية من السيد الأمريكي تحالفاً برياً يلبي لها مآربها في دخول الأراضي السورية بحجة محاربة داعش، وهي أبعد ما تكون عن محاربته هو وأمثاله.
فأنقرة تعلم أن استمرار واشنطن في البقاء بالمنطقة مرهون بعوامل سياسية معقدة، وبالتالي فإن تبعيتها لها تحقق بعضاً من طموحها في الاستيلاء على أراض سورية تحلم بها لإحياء إمبراطوريتها العثمانية البائدة، وما تطلبه يمثل مواطئ قدم كبداية لذلك.
يجري هذا في ظل تراجع الاهتمام الأممي عن دورها في وقف تدفق الإرهاب والإرهابيين وتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، رغم التأكيد المتكرر عن السعي إلى دفع لقاءات جنيف لتحقيق تقدم سياسي يفضي إلى حل للأزمة في سورية كان لأمريكا وأوروبا والدول الإقليمية الوظيفية الدور الأكبر في اتساعها وتمدد رقعة إجرام تلك العصابات بفعل إجراءاتهم وتحركهم الفاعل لمساعدته ومحاربة الشعب السوري وحصاره الجائر دون وجه حق.
أحمد عرابي بعاج