ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
يبدو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تراجع عن تصريحاته على الأقل في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية قبل مغادرة إدارته البيت الأبيض، وسيترك الأمر برمته مع خياراته المفتوحة أمام الرئيس الأمريكي القادم.
يفعل ذلك بعد أن قامت إدارته بشن حرب وهمية على الإرهاب كانت تقوي الإرهاب وتغذيه من خلال دول إقليمية تدور في فلكها ولها مصالح ومآرب في المنطقة وتدير عصابات الإرهاب وتتقاسم النفوذ عليها.
وما قاله روبرت مالي منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط مؤخراً من أن واشنطن ستعمل ما بوسعها لمنع الحكومة السورية من الانتصار يفضح برامجها وزيف إدعاءاتها بحربها على الإرهاب، لأن سورية تحارب الإرهاب القادم من وراء الحدود التي سمحت واشنطن فيه لدول إقليمية بفتح أراضيها لاستقبال مرتزقة أجانب ومدهم بالمال والسلاح، وإقامة معسكرات التدريب وغرف إدارة الحرب على سورية في تركيا والأردن تشي بما تقوم به واشنطن في سورية ولا غرابة فيما يقوله مسؤول أمريكي عن ذلك، فالبيت الأبيض يتبع تلك السياسة منذ بداية الأزمة في سورية والحرب عليها أكثر من ثمانين دولة دون وجه حق، وهي سياسة ليست جديدة على واشنطن في شن الحروب بالوكالة على مدى عقود من الزمن.
لقد اتضح للعالم أن الإرهاب هو ما تحاربه الحكومة السورية وحلفاؤها، وأن واشنطن وحلفاءها هم من يدعم الإرهابيين ويساعدهم في إطالة أمد الحرب في سورية، ولكل من تلك الدول الحليفة لواشنطن أجندتها الخاصة التي تتفق مع أجندة واشنطن وتل أبيب.
ومعركة حلب نموذج لهذا التحالف الأمريكي الإقليمي الذي تتفرع عنه حالياً معارك جانبية تفتحها بالوكالة عبر تشجيع فصائل محددة في محافظة الحسكة وتلوح بورقة تقسيم سورية مجدداً في وجه روسيا لثنيها عن الاستمرار في تقديم المساعدة لسورية في الحفاظ على وحدة أراضيها ومنع التقسيم واستمرار مكوناتها بالعيش المشترك كما هي منذ بدء الخليقة.