رغم خروج 23 منها بفعل الإرهاب.. الصوامع تؤمن الاحتياطي السنوي من الحبوب.. إعادة النظر بالتعرفة بما يتناسب والتكاليف الفعلية لتحسين الأداء واستمرار العمل
ثورة أون لاين:
عند الحديث عن المطاحن والمخابز لا بد من التطرق لأهمية الدور الذي تقوم به الشركة العامة لصوامع الحبوب خاصة وأن هناك 32 صومعة تتبع لها تكلفتها مئات مليارات الليرات وتبلغ تكلفة إحداث الصومعة الواحدة حوالي 45 مليار ليرة. وتكمن مهمة الشركة الاستراتيجية في تأمين احتياطي مخزون الحبوب وإلغاء التخزين في العراء أو على شكل أكياس مشولة أو خلايا للحبوب الدوكما.
فما هي آلية عمل الشركة في ظل خروج 23 صومعة من دورة الإنتاج؟ وماذا عن البدائل المتاحة لاستمرار التمويل الذاتي؟ وكيف تحقق إيراداتها؟ وأين تكمن نقاط القوة في الأداء؟ وماذا عن العقبات القائمة؟..
بداية الشركة متخصصة وفق مرسوم إحداثها 1263 لعام 1975 والمعدل بالمرسوم 51 لعام 2003 بإنشاء وإحداث وإدارة واستثمار الصوامع وإنشاء الصوامع الإسمنتية لتأمين الحاجة من الطاقات التخزينية النظامية لتأمين المحاصيل الزراعية القابلة للتخزين للقطاعين العام والخاص، إضافة إلى تصنيع وتركيب التجهيزات الميكانيكية والكهربائية، والمواد الداخلة في اختصاصها لحساب الغير، وإنشاء صوامع جديدة بما يتناسب ومناطق الاستهلاك ضمن المناطق الآمنة لتأمين المخزون الاستراتيجي.
رغم الإرهاب
عانت الشركة العامة للصوامع كغيرها من المؤسسات الاقتصادية والخدمية من الإرهاب خاصة وأن معظم صوامعها تنتشر في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية.. وخرجت 23 صومعة من دائرة الإنتاج من أصل 32..
المدير العام للشركة العامة للصوامع المهندس عبد اللطيف الأمين قال: الصوامع إحدى شركات القطاع العام وتعتبر الركيزة الأساسية في الحفاظ على المخزون الاستراتيجي للحبوب بالمواصفات المطلوبة، وتملك الكادر الإداري والفني المؤهل والمتخصص، وتلعب دوراً مهماً في إدارة المخزون بالتعاون مع مؤسسة الحبوب لتوريد الدقيق إلى المطاحن وتعتمد مالياً على التمويل الذاتي وأغلبية زبائنها من القطاع العام..
وأضاف: إلا أنها تعاني من عدم القدرة على تسديد التزاماتها للمصرف التجاري حالياً بسبب انخفاض السيولة نظراً لخروج معظم صوامعها من العملية الإنتاجية بفعل الإرهاب.
وعدم توازن قيمة الاستثمارات الموضوعة بتصرف الشركة مع رأس المال الاسمي أدى إلى محدودية مواردها بالمقابل عدم تصديق وزارة المالية لمحاضر زيادة الرأسمال وتسديد المترتب عليها، علماً أن الشركة تتعامل مع شركات خارجية لتأمين التجهيزات وهذه يتطلب دفعها بالعملة الصعبة.
رقابة متبادلة
المدير العام أوضح أن الشركة تمثل حالة رقابية متبادلة في قطاع الحبوب وخاصة على الأقماح المراد تخزينها لجهة تحليلها وزيادة إجراء الاختبارات عليها للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات وخلوها من الرطوبة والأتربة والتفحم.
والأهم تأمين الصفات الفيزيولوجية للحبوب عند تخزينها وتهيئة العوامل المؤثرة على سرعة التنفس من رطوبة وحرارة وهواء جوي واستمرارية صلاحيتها مع مراعاة الانسياب والتصنيف الذاتي من طبيعي ومتناظر وغير متناظر والمسامية والكثافة والتسخين وأنظمة تخزين الحبوب ومعالجة المصابة منها والغربلة وشفط الغبار وتجنب حدوث الانفجارات الغبارية.
وتقوم بإجراء الصيانة الدورية لصومعة طرطوس كونها المرفئية الوحيدة للاستيراد والتصدير ومتابعة نقل صومعة اللاذقية وإعادة تأهيلها بعد حادثة الانفجار الغباري فيها.
وتهدف الشركة إلى التخزين الفني للحبوب بما يمنع عنها الأضرار والحشرات وتنظيفها من الشوائب والأجرام والطفيليات النباتية والتعقيم ضد الأمراض الزراعية والتخلص من الرطوبة وصولاً إلى حشرات المخازين وغيرها وفق أحدث الأساليب الفنية والتقنية، وتأمين دائم لمواجهة حالات الجفاف والكوارث.
وتسعى لإيجاد بدائل للقطع التبديلية المستوردة من خلال الاهتمام بالتصنيع المحلي على ضوء الجدوى الاقتصادية والتشغيل الأمثل للطاقات وخفض تكلفة الإنتاج والحد من الهدر ومتابعة التطور العلمي لضمان أفضل وسائل التخزين ومستلزماته من غربلة وتعقيم وتهوية والاستفادة القصوى من المواد البشرية المتاحة وإيجاد فرص عمل في مشاريعها الاستثمارية والأعمال الإنتاجية الجديدة ودعم المبادرات الشخصية التي تسهم في تطوير العمل وتوفير الوقت والجهد وأتمتة العمل لتسريع عمليات الإنتاج والتخزين. وإعادة النظر بالتعرفة المطبقة وبما يتناسب والتكاليف الفعلية مع هامش ربح معقول لتحسين الأداء واستمرار العمل.
مهام أخرى
وأضاف الأمين: إن شركة الصوامع لديها مهام وأعمال تخزينية خارج نطاق الحبوب لأن عملها لا يقتصر فقط على التخزين لمصلحتها حيث تقوم بتخزين المواد العلفية والشعير لمصلحة مؤسسة الأعلاف إضافة إلى تخزين الإنتاج الخاص بمؤسسة إكثار البذار كما تقوم الشركة بإبرام عقود تخزينية لمصلحة القطاع الخاص الذي يمثل أهم واردات المؤسسة في حال تفعيلها.
الإيرادات
إجمالي ما تتقاضاه الشركة سنوياً من مؤسسة الحبوب كإيرادات لا يتعدى 600 مليون ليرة، وهي تمثل أجور العمالة لدى الشركة وتسديد النفقات التي لا بد من تسديدها وخاصة المصاريف المتعلقة بنفقات الكهرباء والمياه والصيانة والإصلاح وغيرها وخاصة أجور العمالة.
الخطة الإسعافية
أشار مدير شركة الصوامع إلى أن حجم الخطط الاستثمارية انخفض بنسبة كبيرة، حيث انخفضت نسبة التنفيذ للخطة الاستثمارية العام الماضي 15%.
مدير التخطيط والتعاون الدولي أحمد عيسى قال: الآن عدد الصوامع العاملة تسع ويتم العمل على تأهيل وصيانة اثنتين حالياً، كما تم إعداد الدراسة والتحضير لتوقيع عقد حول إعادة تأهيل صومعة عدرا بتكلفة تقديرية 1,7 مليار ليرة.
وأبرم العقد وصدق مع الشركة العامة للطرق والجسور لأجل ترميم المبنى بتكلفة 712 مليون ليرة.
وفيما يخص الأعمال الميكانيكية والكهربائية فقد أبرمت الشركة عقداً مع مؤسسة سوفت كريم الروسية وهو حالياً قيد التصديق وبتكلفة تقديرية 1.9 مليون يورو.
وأضاف عيسى: تم إدراج صومعة قلعة المضيق ضمن الخطة الإسعافية وبتكلفة 30 مليون ليرة تتضمن أعمال صيانة المبنى والأعمال الميكانيكية والكهربائية التي نجمت عن الإرهاب.
وأدرجت الشركة صومعة تل بلاط في حلب ضمن خطتها الإسعافية وبتكلفة تقديرية 2,05 مليار ليرة لإعادة تأهيلها ووضعها في الخدمة.
أما استثمارياً فقد رصدت الشركة العامة للصوامع اعتمادات مالية بقيمة 590 مليون ليرة لأعمال التجديد والصيانة الميكانيكية والكهربائية.
صعوبات
إدارة الشركة أوجزت صعوبات عملها حالياً بخروج معظم الصوامع من الخدمة بسبب الإرهاب المنظم ما أدى إلى محدودية حركتها الإنتاجية وهدر الطاقات التخزينية فيها، وانقطاع الاتصالات بين الإدارة وفروعها في بعض المحافظات وعدم إمكانية توصيل مواد التعقيم للحبوب بشكل آمن إلى جميع المواقع، وصولاً إلى تعذر وصول العمال إلى مناطق عملهم والكشف على أعمال التخزين التي لحقت بالصوامع، وصولاً إلى التذبذب بأسعار الصرف وأحجام العارضين عن المشاركة بالمناقصات.
أخيراً نشير إلى أن الشركة تملك 32 صومعة منتشرة في المحافظات، حيث يتواجد في الحسكة 8 صوامع وفي الرقة 4 صوامع وصومعة في دير الزور و8 صوامع في حلب و إدلب وفي حماة وحمص 4 صوامع، وصومعة في طرطوس و3 في دمشق وريفها و2 في درعا.
المصدر: عن صحيفة الثورة- عدنان سعد