ثورة أون لاين:
(أشكال العنف في المسرحية العربية المعاصرة) عنوان كتاب صدر للباحثة وجدان عبدالله العبيدي عن دار أفكار للدراسات والنشر والتوزيع.
تضمن الكتاب أربعة فصول الأول: مفهوم العنف فلسفياً ونفسياً واجتماعياً – الثاني: العنف في المسرح العالمي والعربي – الثالث: تحليل أشكال العنف في المسرحية العربية المعاصرة – الرابع: النتائج والاستنتاجات.
تحت عنوان مفهوم العنف فلسفياً: ترى الباحثة أن مفهوم العنف من الموضوعات التي لم تخص كثيراً باهتمام الفلاسفة ذلك لأن الأولويات لديهم كانت تنصب في البحث بقيم الجمال والخير والعدل والمطلق والوجود, أما العنف فلم يأخذ من فكر الفلاسفة الاهتمام نفسه.
فسقراط وجد أن النفس البشرية تحتوي على عنصرين متمايزين الواحد (كذا) عقلي، والثاني غير عقلي, فهو شهوي, وعلى المبدأ نفسه ترى أننا ملزمون بأن نجد عنصراً ثالثاً هو مقر الغضب والحماسة والغيظ, ويمكن أن يدعى القسم الغضبي.
أما أفلاطون فيوسع فكرة استاذه عندما يجد أن العنف ينجم عن صراع بين العمق والمادة, بين الجسد والنفس, بين الإله والعالم, بين الزمن والأبدية, مؤكداً أن العنف يصدر عن المادة وعن طبيعة ماهو جسماني, وقد تلقف هذه الفكرة فيما بعد الفيلسوف الإيطالي (ميكافيللي) عندما أقام العنف على إرادة القوة والشهوة الطامحة للسيطرة, مؤكداً الجانب الغريزي الذي تقوى به الشهوة والعاطفة فيكون القسم الشهوي هو الأقوى فيزداد نمواً ويتعدى حدوده ويأبى أن يتراجع عن مطامعه.
في الفصل الثاني تقول الباحثة بأن العنف ارتبط بالمسرح ارتباطاً وثيقاً منذ العهد اليوناني وحتى يومنا هذا, وذلك بوصفه يتضمن عدة صور وأشكال لها ارتباطات بحركة المجتمع مثل العنف الفكري والثقافي والعنف التربوي..الخ ويعد العنف علامة بارزة في ديناميكية حركة التعبير المسرحي وتحولاته وملامسته لعصب الحياة, فالمسرح هو صورة الحياة والمعبر عن ألوان المعاناة فيها على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي, وهو المنبر الذي يحاول الفنان من خلاله طرح قضايا العنف التي يعاني منها المجتمع البشري إذ يحمل المسرح على عاتقه أهدافاً تربوية وأخلاقية.
وجاء على الغلاف: تتجه الحياة نحو التعقيد والسرعة وهي بطبيعة الحال تثير شهوة الاندفاع لتحقيق السلطة, والسطوة والتعالي, والظهور الأمثل, لذلك تشكلت الأسباب الرئيسية لجميع الجرائم وحالات العنف والاضطهاد في العالم, التي أدت إلى ظهور الأمراض النفسية والعصبية, كما أدت إلى ظهور تعددية في أشكال العنف التي منها ما كان نفسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً, وقد أدى هذا التنوع في العنف الى خلق مساحات موشحة داخل الذات الإنسانية بوصفها الحاضنة والمتلقية للعنف, وبما أن المسرح يعد من أكثر الفنون تأثيراً على الناس وهو صورة للحياة وأداة فاعلة في عكس المضامين الإنسانية وتوضيح الإشكاليات التي تعتري بنيتها فقد أسهم بتوضيح أشكال العنف فيها وسعى لإيجاد المبررات في تخطي أسبابه والارتقاء بالوعي إلى مايخلق حالة من الانسجام والتوافق.
من هنا وجدت الباحثة في موضوع العنف مادة خصبة للوصول إلى أشكال العنف الاجتماعي ومدخلاتها في النص المسرحي, أي أن النصوص المسرحية الحديثة المعاصرة اتخذت من موضوع العنف موضوعاً محورياً لها حيث أظهر المسرح معطيات العنف كما هو ممارس ضد الممتلكات وضد الأشخاص لأنواع متعددة من المتلقين في وقت واحد, أحياناً بقصد التخويف وأحياناً أخرى للتهديد, وأخرى لإيجاد الحل المناسب لتلك المعضلة وذلك من أجل صنع نص مسرحي جديد يهدف للدفاع عن المجتمع الإنساني عن طريق انتشار الوعي الثقافي الواعي للتصدي لكل أشكاله وأنواعه.
عن صحيفة الثورة