ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
جنّ أردوغان وجنّ وزراء حكومته أمس كما لو أنهم مجموعة ثيران هائجة في بيت زجاجي رفض غير مرة ولوج تركيا إلى ناديه الاتحادي ، وبلغ الأمر بالرجل أن وزع أصنافاً من السباب والشتائم والتوصيفات باتجاه مجموعة من الدول والمجتمعات الاوروبية .. فهؤلاء نازيون وفاشيون وأولئك جبناء وحثالة وغير ذلك ..
لماذا ؟ لأن هذه الدول رفضت السماح للأتراك المقيمين فيها إقامة تجمعات في عواصمها ومدنها للترويج « لإصلاحات « أردوغان داخل تركيا !
وبلغت الوقاحة بوزير خارجية أردوغان أن اعتبر حق هذه الدول في الحفاظ على أمن أراضيها ومجتمعاتها .. « تدخلاً « في الشأن الداخلي التركي ، بل وبلغت البجاحة بما يسمى وزيرة الأسرة في حكومته أن حاولت اقتحام الحدود البرية لهولندا قادمة من ألمانيا !!
العقل الإخواني العثماني البربري الذي برر لنفسه التدخل في الشأن الداخلي السوري منذ سنوات وحول أرضه وبلاده إلى مخازن للإرهاب والإرهابيين والسلاح , هو ذاته العقل الوقح الذي استخدمه أردوغان وأفراد حكومته أمس في التصعيد المتواتر ضد أوروبا , عقل لا يوازيه عجرفة وهيمنة وتسلطاً سوى عقل الأخواني الباكستاني محمد إقبال في أنشودة مطلعها :
الصين لنا والعـُـرْبُ لنا … والهند لنا والكل لنا
بمثل هذا العقل السياسي الأعمى يفكر أردوغان , ويخطط لا لتقديم نفسه سلطاناً قوياً ومتوجاً في تركيا فحسب .. بل ولإثارة الفتن والقلاقل في كل مكان .. العقل المنحط الذي يتوهم التربع على القمم!