ثورة أون لاين :
“قبيل الشفق” مجموعة نصوص نثرية لزينب الشيخ حسين تنوعت قضاياها من اجتماعية وإنسانية معتمدة في جملها البنيوية على الصدق والعفوية وعلى ملامسة هموم المجتمع والإنسان إضافة إلى خلجات الأنثى التي رصدتها بعفوية.
الشيخ حسين تبدو شخصيتها واضحة في نصوصها ونزعتها الذاتية غالبة على هذه النصوص ما جعلها تتجه إلى الأدب الحديث ففي قصيدتها “بوح” تقول: “وأنا أبحث عني .. تعثرت بنزفي لا الفرزدق عمي ولا من الجاهلية أخوالي لا الخنساء أمي.. ولا الصوفيون أنسابي.. أنا من التجريد جرح وقلم”.
تحاول الشيخ حسين أن ترصد الواقع وتمثل الآخر الذي تغلب عليه الهموم والقهر والحرمان فتترك في مجموعتها أشكالاً مختلفة في المواضيع التي رصدتها حرصاً على تقوية الرابط بينها وبين المتلقي فقالت في نصها “قبيل شفق”: “أيها الطالع من حضن الوردة… أعبر إلى ألقي فارغة حقائبي… وفي معطفي متسع… مرر أصابعك على امتداد الضوء”.
ثم تسعى في نصها “رماد” إلى محاولة التجريد التعبيري في تكوين النصوص معتمدة على الصورة الإيحائية التي تشكلت من الاستعارات والكلمات الموجودة في البيئة الاجتماعية وإنسانها فقالت: “جمجمة عند مفترق الخرائط … تقود أخرى أسراب خيل تقطع الحريق … والمطر يزف الرعب في الجذور ادخل كهوفاً ومعي غصتي”.
ولدمشق رمز الحضارة الإنسانية في ذاكرة الشيخ حسين حضور شفيف في المجموعة فخصتها بنص عنوانه “دمشق” ورسمت مكوناته من جماليات الفيحاء وأماكنها وورودها ورشته بعبيرها فقالت: “ياشهية العطر ..هات الناي وحبات العنب واستلقي على حافة الطيف .. أيتها الحوراء اتساع الظل والياسمين.. أيا نشوة التصوف يا دمشق”.
وعن المجموعة قال الأديب والروائي محمد الحفري: “تظهر زينب الشيخ حسين في مجموعتها الأولى كموهبة واعدة ومبشرة بولادة شاعرة حقيقية سيكون لها اسمها في هذا المجال إن استمرت على هذا الدرب المرصوف بالتعب والمملوء بالحجارة والأشواك”.
على حين رأى الشاعر والروائي سهيل الذيب أن زينب الشيخ حسين مسكونة بالوطن بل “تكاد تنزف معه لولا أمل يعتريها بأنه لا بد أنه سينهض بعد كل هذه الجراح”.
المجموعة قبيل شفق من منشورات مؤسسة سوريانا للإنتاج الإعلامي وتقع في 134 صفحة من القطع المتوسط غلب عليها النزوع إلى النثر في تكويناتها الفنية وأحياناً تنفلت منها البنية لتذهب إلى الخاطرة إضافة إلى أنها واعدة بما تمتلكه من موهبة تنتظر مزيدا من المعرفة والاطلاع لتكون أكثر حضوراً.
المصدر : وكالات