ثورة أون لاين- خالد الأشهب:
أراهن مدارس التحليل السياسي كلها أن تستنتج شيئاً آخر في السياسة الأميركية تجاه سورية وفي ما تديره من تحالفات سياسية أو عسكرية سوى ما يردده التلاميذ
في دروس اللغة العربية الفصحى على طريقة جاء زيد وذهب عمرو، فالأميركيون وتحالفهم العسكري المشبوه ضد ما يسمى داعش يذهبون بزيد ليأتوا بعمرو، والمهم ألا يخلو المكان منهم أو من أيديهم أو من قفازاتها!
فإذا كان داعش هو الطرة في اللغة المحكية السورية فليس النقش سوى داعش ذاته باسم آخر.. (قسد) هذه المرة مثلاً، ويمكن أن يكون شيئاً آخر في كل مرّة تقود فيها أميركا تحالفاً مزيفاً كالذي تقوده اليوم للحرب على الإرهاب.. أو لتكريس (تقانات) الديمقراطية وصناديقها هنا أو هناك.. أو حتى لتوطين ما يسمونه (الحلم) الأميركي، الذي ما راود أحداً حتى اليوم إلا واكتشف أنه مجرد إصبع وسطى!!
وحين يتصل الأمر بالمال والمصالح والهيمنة والنفوذ فأنت أمام عدادات للطرة والنقش لا تنتهي، تتناسل كالبكتيريا بألوان مختلفة طائفية وعرقية ومناطقية وعشائرية ومدينية وغير ذلك، تتسلل إلى جسدك من كل حدب وصوب.. تقضم لحمك وتمص دمك وتنخر عظمك كسرطانات خبيثة.. فما بالك إذا كان (جارحها)هو ذاته راعيها؟
عقدة أمام المنشار العربي السوري ليس إلا.. وكغيرها من العقد السابقات العارضات طوال سبع سنين مضت، فإما يشطرها المنشار ويحث السير بعدها وإما ينفرط عقدها وتتناثر، ومن قرّر مواجهة أميركا دون رجعة كمن دخل جحراً ليس فيه سوى العض واللسع واللدغ.. والترياق قادم لا محالة؟؟