ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
جادت السماء بالمطر الوفير.. فاضت الشوارع وطافت الأنهار.. وامتلأت السدود.. هنا اختلطت المشاعر وتباينت الآراء وكثرت التساؤلات..؟!
هناك من دبت الغبطة في صدره لاعتقاده أن الوضع المائي خلال الصيف سيكون جيداً والبعض امتعض من خدمات البنى التحتية ما أدى إلى سوء تصريف وخسائر بالجملة..!!
أما ذاك الفلاح (القدموسي) الذي تسمّر مدهوشاً في أرضه المزروعة (دخان) بعد أن نال المطر الغزير المصحوب (بالبرد) من محصوله ولم أستطع فهم مشاعره هل هي شاكرة..أم ناكرة..؟!!
إلا أنني أستطيع أن أخمن أن إيمان ذلك الفلاح سيجعله شاكراً على مبدأ (الذي يأتي من ربك مبارك) المهم أن موسم الدخان في قرى القدموس تضرر كثيراً وأغلبه أبيد عن بكرة أبيه… (أقصد هنا الحقول المزروعة بالتبغ) حيث إن الموسم هذا العام كان يبشر بإنتاج وفير نتيجة الإقبال غير المسبوق على زراعة هذا المحصول بسبب الدعم الكبير والسعر الجيد الذي منحته الحكومة للفلاح لتشجيعه على الزراعة والتمسك بأرضه واستثمارها…
من هنا أعتقد أن الحكومة ستقوم برصد الأضرار وتكليف اللجان المختصة بحصرها لتقديم التعويض للفلاحين المتضررين من منطق (أبوية الدولة)… كون محصول التبغ هو استراتيجي ويدعم الاقتصاد الوطني بعشرات المليارات سنوياً وبالتالي من الطبيعي أن تستمر الدولة بدعم هذه الزراعة لتبقى رافعة حقيقية للاقتصاد وكذلك للفلاح الذي وجد في تجديد الاهتمام وزيادة المساحات المزروعة مصدر دخل جيداً يعينه على مصاعب الحياة…