ثورة أون لاين -ياسر حمزة:
نشرت إحدى المجلات الأمريكية مقالاً لكاتب ساخر جعل عنوانه :»من أنا». وجاء جوابه لنفسه عن نفسه عبارة عن قائمة من الأرقام، جاء فيها:
ولدت عند تقاطع خط عرض رقم كذا مع خط طول كذا ، عمري كذا ، طولي كذا .
هكذا أخذ الكاتب يملأ الورقة بالأرقام المختلفة، إلى أن انتهى وكتب في نهاية المقال: «هذا هو أنا». ويبدو من خلال الأرقام التي رصَّها هذا الكاتب في مقالته أنه يسخر، ولكن هذه السخرية ليست من شخصه وإنما باعثها العصر الذي نعيش فيه، والذي تحوّل الناس فيه إلى أرقام ورموز لا تشير من قريب أو بعيد إليهم باعتبارهم ذواتاً متفرّدة، لهم قلوب يفرحون ويحزنون بها، بل تحوّل أكثر الناس في ظلّ هذا التقدّم التقني إلى إحصاءات ومتوسطات وأرقام. وحيث إنه كان من المفترض في ظل هذا التقدم التقني أن يكون له مغزى إنساني جوهره تهيئة المجال لتنمية المجتمعات وفق اعتبارات إنسانية غايتها الاعتناء بالإنسان والارتفاع بمستوى معيشته، ليكون أكثر إنسانية من قبل.
اذ لامكان في حياة الإنسان المعاصر للراحة والاسترخاء والهدوء والسعادة , لكن طبيعته تجعله لايركن الى اليأس والقنوط من هنا ظهرت لدى شعوب الارض مصطلحات كثيرة حول مفهوم السعادة منها مصطلح «هيج» وهو يطلق على فلسفة حياة شعب الدانمارك، وينطوي على معانٍ إيجابية مثل الراحة واللطف والاسترخاء، كما يوحي بالشعور بالأمان والحماية والجمال ودفء القلب والمودة.
مصطلح -فيكا – في السويد يمثل أحد مفاهيم السعادة في ثقافة الشعب السويدي، حيث إنه يُطلَق على وقت تناول القهوة الذي يُعَدُّ أسلوب حياة وظاهرة اجتماعيّة عند السويديّين ووقتاً خاصاً ومحبباً جدّاً لديهم.
أمّا في اليونان، فهم يؤمنون أن السعادة تكمن في عملك لشيء ما بكل حُبٍّ وتفانٍ، كأنما تضع جزءاً من روحِكَ فيه، وهذا المفهوم يطلق عليه مصطلح «ميراكي».
ويعتقد اليابانيّون أن السر وراء العيش لعمر طويل بسعادة وصحّة جيّدة هو توصّل هؤلاء المعمَّرين لسبب الوجود الخاص بهم، الذي يدفعهم للاستيقاظ يومياً بشغف وحماس للعمل عليه، يُطلق على هذه الفلسفة مصطلح «إيكيجاي».
اذاً جميع شعوب الارض تبحث عن السعادة وتكتبها وتعطيها اسماء ومصطلحات الانحن العرب فلا نملك الى ذلك سبيلا , فهل علينا استيرادها كما نستورد جميع مكونات حياتنا ؟!