السرطان كما لو أنه حرب أهلية, تقوم بها خلايا شريرة داخل جسد الإنسان, هدفها إحداث حالة من الفوضى والذعر, تودي بالجسد, كما تودي الحرب الأهلية بالبلد إلى الدمار..
والسرطان غول قيد الترويض.. وبفضل الأبحاث والتقنيات الحديثة, لم يعد مرضاً فتاكاً تصعب مقاومته..
بل أيضاً يمكن القضاء على فرصة دخوله أحياناً من خلال التشخيص المبكر, وطرق الحماية والوقاية والعلاج الآمن فلقد أعاد التقدم الكبير خلال السنوات الماضية الثقة إلى الباحثين, بعد أعوام من الإحباط حيث باتوا لايترددون في تأكيد قدرتهم بالقضاء على السرطان نهائياً, خلال القرن الحادي والعشرين عبر الإنجازات الأخيرة في مجال تقنية الاستهداف الجزيئي الموجه ضد العناصر الدقيقة المسببة للسرطان في الخلية, وفك رموز المخزون الوراثي البشري, الذي فتح آفاقاً كبيرة أمام الباحثين.
ويقول الباحث الأميركي برايان دروكر مدير معهد السرطان في أوريغون:« إن الأمل أصبح حقيقياً في القضاء على السرطان, ثاني مسبب للوفيات بعد أمراض القلب والشرايين.. وأضاف قائلاً: سنتمكن في القرن الحادي والعشرين من التعرف إلى جميع الظواهر الجزيئية الممرضة في كل أنواع السرطانات, ولن نتمكن فقط من وضع الأدوية التي تقتل السرطانات, وإنما التوصل لأدوية تقي من الإصابة بها».
وريثما يصل العلماء إلى تلك الأدوية الواعدة علينا التمسك بالأسلحة التقليدية والفعالة ضد السرطان حيث لم تعد الإصابة به تعني الموت المحتم.. والشفاء أصبح أكيداً في بعض الحالات.. خصوصاً إذا تم اكتشاف المرض الخبيث باكراً.
نعود للتأكيد على أن الخوف من السرطان لامبرر له.. فالعلاج والشفاء أصبح واقعاً, ولم يعد حلماً مستحيلاً..
الدكتور محمد منير أبو شعر