لم يعد الأمر مقتصراً على الإزعاج وإقلاق راحة الناس، فقد وصل الحال إلى مرحلة تهديد مباشر لسلامة المارة والمواطنين مستخدمي الطرق والشوارع، من قبل عدد من أصحاب الدراجات النارية، وخاصة بعض المراهقين الذين يقودون بطريقة مزعجة وعنيفة انتهت في أكثر من مرة إلى التسبب بأذية جسدية لعدد من المواطنين، وخاصة الأطفال غير القادرين على تفادي جنون هؤلاء.
هذه الظاهرة تبدو واضحة تماماً في الأحياء الشعبية والمكتظة، حيث يختار هؤلاء (المغامرون) أوقات الازدحام ليستعرضوا بطولاتهم (الأسطورية) في قيادة الدراجات، دون أي رادع أو وازع أدبي أو أخلاقي.
ولعل ما يزيد الأمر سوءاً هو عدم وجود أي جهة رسمية تمنع مثل هذه الظاهرة الخطيرة أو تقيدها أو تحد من جنونها، ففي منطقة مثل المزة 86 والتي باتت تضم أكثر من مليون نسمة، يتفنن بعض المراهقين بمختلف أساليب القيادة الرعناء للدراجات بين المارة والمواطنين، وحتى الآن لا يوجد أي مركز رسمي لضبط هذه الظواهر التي تهدد سلامة المواطنين وتقض مضاجعهم ليلاً ونهاراً.
هي مسألة لم يعد من الممكن تركها على غاربها، بحيث يتسبب حفنة من المراهقين بإثارة قلق وخوف منطقة كاملة دون أن يجدوا من يردعهم ويمنع تجاوزاتهم اللامسؤولة والتي تخرج عن نطاق الأخلاق والتربية والسلوك السوي.
صحيح أن الدراجة النارية عندما اخترعت كان لها أسبابها وموجباتها، ولا تزال هذه الأسباب قائمة، في تسهيل وتأمين نقل سريع وأقل تكلفة للأفراد، لكن أن تتحول هذه النعمة إلى نقمة على رؤوس الأغلبية العظمى، نتيجة الاستخدام الخاطئ والخطير لها من قبل قلة قليلة، كثيراً ما أطربها وأمتع ناظريها مشاهد خوف ووجل المارة، فهذا ما يجب ألا يستمر والأمر برسم الجهات المعنية…!
محمود ديبو
حديث الناس
التاريخ: الأحد 14-10-2018
الرقم: 16810