لم تنتهِ المعركة

هي حرب مفتوحة لم تنته فصولها على الرغم من عملياتها المستمرة تنفيذاً تخريبياً وإرهابياً على مدى أكثر من سبع سنوات لم يترك خلالها المتآمرون أسلوباً دنيئاً إلا واتبعوه، فالهدف بعيد في إضعاف المجتمع العربي الكبير والمهمة تصعب وتتعقد حين يرتبط الأمر بسورية، سورية لما لها من مكانة تاريخية ودور متأصل في أن تكون قلب هذه الأمة وجوهر معتقدها وملتقى ما تباعد من أبنائها، ومجمع المختلفين والضالين، وملجأ الضائعين والمستضعفين ليس من أبناء الأمة وحدها، بل ملجأ الضعفاء واللاجئين من أصقاع الأرض كلها، فهل يمكن لنا أمام هذا التوصيف أن نختلف على أسباب العدوان المستمرة والمركزة على سورية؟
هو ليس سؤالاً ولا تساؤلاً بالقدر الذي يعطي إجابة شافية وكاملة للوقوف على أسباب العدوان الاستعماري الغربي على الأمة العربية، والتركيز على استهداف سورية، هذه المكانة والدور والسلوك لم يغب لحظة عن دائرة الاستهداف الغربي الاستعماري فكانت الخطة الإرهابية الأسلوب الأكثر توحشاً في استهداف عمق الحضارة الإنسانية ومنبعها ومنطلقها إلى أصقاع الأرض كافة وكانت المشاركة الاستعمارية في أعلى درجات التنسيق العدواني لضرب أسس الحضارة والترويج لقيم الفساد الغربي الاستعماري وربط المنطقة بعوامل ومعايير التبعية والخنوع والرضا بالواقع المفروض، ذلك الواقع الذي يفرض الحضور الصهيوني قائداً ومحركاً وموجهاً لجميع النشاطات في المنطقة العربية، إضافة إلى التحكم بالمقدرات والثروات والطاقة ومصادر المياة وصولاً إلى تحديد السياسات الاقتصادية والبيئية وغيرها.
أمام هذه الرؤية ما لنا إلا أن نتصور أن مجرد الانتصار العسكري في الميدان سوف ينهي المشروع التآمري الاستعماري، بل سنكون على ثقة تامة بأن محاولات الاستهداف ستأخذ أشكالاً أخرى، مثل حالات الاختراق وشراء الذمم وتوظيف العملاء وإشاعة الأكاذيب واستخدام كل أساليب الحرب النفسية والشروع في محاولات تشويه صورة النماذج الوطنية، كل ذلك في ظل الحرب الاقتصادية التي تدفع الناس لاتخاذ مواقف رافضة للحال الذي يعيشون فيستعيدون حالة الفوضى من جديد. الواقع أننا نحقق انتصارات ميدانية محمولة على تضحيات وبطولات جيشنا العربي السوري الباسل، وصحيح أننا نمتلك بنية مجتمعية لم تستطع كل محاولات الإرهاب اختراقها أو التأثير الحقيقي فيها، لكن وعينا لما هو قادم يجب أن يبقى بأعلى درجات اليقظة والحذر للرد على الجولات القادمة من العدوان، وإننا لقادرون.

مصطفى المقداد

 

 التاريخ: الأثنين 15-10-2018
رقم العدد : 16811

آخر الأخبار
شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول