قبل الانهيار الأخلاقي..

تتناقل وسائط التواصل يومياً بما فيها أجهزة الإعلام المعتمدة في سورية.. أخبار ما يمكن تسميته تفشي الجريمة.. بمعناها المباشر المادي.. يعني قتل وتشليح ونهب وغيره.. وكثيراً ما تربط هذه الحوادث بالفساد السائد حيث يغطيها الفاسدون بما ملكت أيديهم وهم بالأصل أرباب جريمة.
كي أربط الأمور ببيئتها السائدة ومدى انتشارها.. أطرح النقاط التالية:
أولاً – البيئة العامة… أعني.. البيئة العالمية السائدة.. هي بيئة تفشي جريمة.. وقلما تمضي ساعة لا تتناقل الوسائط الإعلامية ووسائل الاتصال أنباء الجرائم المكشوفة التي تستخدم العنف وصولاً إلى القتل والقتل الجماعي، ناهيك عن الجرائم الباردة.. كالجرائم التي تواجه هذه الوسائل والوسائط نفسها.. مثل جرائم المعلوماتية..
العالم يواجه حافة الانهيار الأخلاقي.. ذلك ما تتجلى صوره بأوضاع مختلفة وكوارث مذهلة.. مثل ما تعرضت وتتعرض له سورية وليبيا والعراق واليمن… وفلسطين التي رغم قدم القضية تشهد إمعان الفساد الأخلاقي فيها بسلوك الولايات المتحدة وإسرائيل.. لا حظ مثلاً قطع المعونات عن منظمة غوث اللاجئين. وما ظهور الإرهاب إلا نتيجة هذا الانهيار الأخلاقي المزمع اختراق العالم.
إنه الوحش الرأسمالي يريد أن تُعتق له الحرية كي يمارس وحشيته بلا حدود.
ثانياً – البيئة المحلية.. فالمجرم الذي هتك في بيئتنا المحلية مستخدماً الإرهاب.. نقل إلى نفر منا ولا ريب، حالة أخلاقية تقبل ممارسة أي عمل من أجل المال.. نحن نعيش في عالم وظرف تاريخي يعلن فيه زعيم أفسق دولة وأكبرهن أنه مستعد.. للحروب.. لدعم الإرهاب.. للانسحاب من المعاهدات والمواثيق العالمية.. لتغطية الجريمة والمجرمين.. فهل من كذب النبوءات أن نتوقع العدوى بشكل ما..؟!
اليوم يجب أن نعترف أن بيننا وبنسبة عالية من يبادل كل المبادئ والعهود والعقود والأخلاق والعدالة بالمال..؟!
ثالثاً – البيئة الظرفية.. فقد واجهنا حتى اليوم أكثر من سبع سنين من الموت والتدمير والتخريب والقتل والذبح والنهب.. وبالمختصر الإرهاب.. والكذب والنفاق.. ما خلف في الروح غصات وفي الحياة مشكلات.. فعايشنا الفقر والموت ونقص الخدمات وكل الظلم اللامعقول.. فمن الذي يضمن صمود الأخلاق البشرية أمام هكذا ظروف.
رابعاً – اليوم وإذ تطالعنا ظروف أفضل تسمح بمرور شيء من الضوء إلى أعماق الروح.. نواجه صعاباً ويتماهى لنا معها سلوك كأنه غير معني بظروف حياتنا الصعبة..! وأنا هنا أتحدث عن الظروف المعيشية تحديداً.. ولا أطالب بزيادة الأجور والرواتب.. بمعنى ليست غاية مقالتي هذه تلك المطالبة رغم شدة ضرورتها وشرعيتها.. بل أنا أطالب بضرورة مواجهة احتمالات الانهيار الأخلاقي بكل الوسائل بما فيها الأسلوب الأمني.. فالإرهاب.. إرهاب .. من أينما كان مصدره.. وكيفما اتصف ممارسه..

أسعد عبود
as.abboud@gmail.com

 

التاريخ: الثلاثاء 23-10-2018
رقم العدد : 16817

آخر الأخبار
تعاون أردني – سوري يرسم ملامح شراكة اقتصادية جديدة تسجيل إصابات التهاب الكبد في بعض مدارس ريف درعا بدر عبد العاطي: مصر تدعم وحدة سوريا واستعادة دورها في الأمة العربية لبنان وسوريا تبحثان قضايا استثمارية خلال المنتدى "العربي للمالية" بينها سوريا.. بؤر الجوع تجتاح العالم وأربع منها في دول عربية سوريا تعزي تركيا في ضحايا تحطّم طائرة قرب الحدود الجورجية هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟