بعد يوم مطري شهدته العاصمة دمشق مطلع هذا الأسبوع وتحديداً في المساء ظهر لنا بكل وضوح الخلل الكبير في الجاهزية والاستعدادات لاستقبال فصل الشتاء، فخلال ساعة أو أكثر بقليل فاضت شوارع العاصمة وتحولت إلى برك مياه كما اتضح حجم اللامبالاة والإهمال في كيفية التعامل مع الحالات الطارئة خاصة الطبيعية المناخية…!!.
اللجنة الوزارية المكلفة ببحث مشكلة الفيضانات التي حدثت في العاصمة وريفها ناقشت الواقعة بأسبابها ونتائجها وتداعياتها وقررت تنفيذ حلول إسعافية للنقاط التي تتجمع فيها مياه الأمطار وكذلك للأنفاق التي تحولت إلى بحيرات صغيرة غاص بها المارة وغرفت فيها الآليات والسيارات…!!!
هذه هي المرة الثانية أو الثالثة خلال عام نقع في نفس المشكلة ونفس الأخطاء ونسمع المبررات والمسوغات ذاتها حتى إن بعض المعنيين أقسم بأنها لن تتكرر ومعظمهم أعطى وعوداً قاطعة وحاسمة بأن ما حصل حالة طارئة لن تقع مرة أخرى…
وها نحن نعيش المشكلة ثانية وثالثة وربما رابعة وخامسة فبدل أن نجد الحلول ونقسم المعالجة ونقدم حلولاً مؤقتة… لماذا لا نعالج المشكلة قبل حدوثها..؟! أو على الأقل نمنع بنسبة كبيرة تداعياتها خاصة أن الأمر لا يحتاج إلى معجزة.
العاصمة في الحالة العادية تعاني اختناقات مرورية وأزمة مواصلات وتكاد تنطق عن معاناتها وآلامها وجراحها… فكيف إذا حدث طارئ كالذي وقع يوم السبت الماضي….؟!
إن القرارات والحلول التي اتخذتها اللجنة الوزارية كان لا بد لها من أن تكون واقعاً قبل موسم الشتاء وهذا أقل الأعمال والواجبات التي يجب القيام بها لا أن ننتظر لحين وقوع المشكلة.. فإذا كان مثل هذا الأمر غائباً عنها أو مغيباً فماذا عن الأمور والقضايا الأخرى…؟!
لعل لسان حال المواطن يقول: عوضاً عن أن تكون الأمطار نعمة تحولت إلى نقمة.. وهذا ليس معقولاً فالأمطار كشفت المستور فجأة…!!!
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 23-10-2018
رقم العدد : 16817