سورية والأطماع العثمانية

تؤكد خريطة سورية أن لواء اسكندرون أرض سورية مغتصبة سطت عليها الدولة العثمانية إبان احتلالها للوطن العربي قبل مئة عام تقريباً بتآمر مع المحتل الفرنسي.
اليوم نرى أن الأطماع التركية في سورية لا تقل خطورة عما سبقها من أطماع، فها هي الدولة التركية وتحت عناوين زائفة دخلت محافظة إدلب وريف حلب الشمالي وتعمل على تتريك المناطق التي دخلتها من خلال تتريك أسماء المناطق والطرق والمرافق العامة وفرض العملة التركية والاتصالات… ليس هذا فحسب بل بدأت بإنشاء شبكة طرق تربط المناطق السورية بالمناطق التركية في انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة.
كل هذه الإجراءات تسفر بكل وقاحة عن وجه الأطماع التركية، فلو كان هدفها غير الاحتلال فما حاجتها لتتريك الأسماء وفرض تدريس اللغة التركية في المدارس؟ لاشك أنها الأطماع ومحاولة ترسيخ وجودها في المناطق التي احتلتها تحت عنوان «محاربة الإرهاب» ودرء المخاطر عن أمنها القومي.
الإجراءات التركية على خطورتها تكشف أيضاً طبيعة الاشخاص الذين حملوا السلاح ضد دولتهم الوطنية وارتضوا أن يكونوا خدماً عند الأتراك، أولئك الذين سيأتي يوم يحاسبهم فيه أبناء سورية على كل فعل تآمروا فيه ضدهم وضد وطنهم.
لكن سورية شعباً وجيشاً وقيادة لم تعرف التفريط بالحقوق يوماً ولم تفرط بذرة تراب من أرضها، فالجولان سوري الأرض والشعب، واللواء سوري الأرض والشعب. وسورية لن تقبل باحتلال مهما طال الزمن ومهما تكالبت الدول الاستعمارية لإضعافها، فهي لن تؤثر في انتماء السوريين ولا رابطتهم بوطنهم الأم سورية.
وسورية التي لم تتخل عن أرضها السليبة يوماً، سوف تبقيها حية في ذاكرة أبنائها تدرّسها لهم مع حرف الضاد وخرائط الجغرافيا وفي الجامعات، وهو أن اللواء عربي سوري وأن الجولان عربي سوري تؤكده خريطة لا تعترف بسواها من خرائط العالم. وهكذا يؤكد السوريون يومياً كما في الجولان المحتل أن لا بديل عن الهوية السورية التي تشكل مصدر فخر واعتزاز تهون أمامه التضحيات.
لقد قُدم لسورية الكثير لكي تتنازل سلماً وحرباً لكنها بقيت على العهد أن الأرض عرض، لا تخلٍ عنها ولا تفريط، وكما استطاعت سورية أن تهزم الإرهاب ورعاته وأن تفكك أهدافه سيأتي اليوم الذي يلتقي فيه أبناء اللواء السليب مع أبناء الجولان المحتل رغماً عن أطماع العثمانية الجديدة والصهيونية، ورغماً عن المتآمرين على أبناء الوطن.

عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 31-10-2018
رقم العدد : 16824

آخر الأخبار
خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني