تتشابك خيوط لعبة الشرور الأميركية التركية في الشمال والشرق السوريين، وترتفع حدة الاستماتة لترقيع ثقوب الفشل بتعويل أحمق ورهانات عبثية على رمق إرهابي أخير يبعد فزع الخسارات المحتومة، ويزداد سعار الطمع ليصل ذروته لدى قطبي العدوان على سورية في وقت مستقطع من نهايات أشواط العمل الارهابي على الخريطة السورية.
ففي لهاث محموم لتحصيل مكتسبات استعمارية مبتغاة لدى الطرفين الغارقين في وحل أوهامها إلى اللحظة الراهنة، يقامر الأفعوان الاميركي شرقاً بورقتين إرهابيتين، ظناً منه أن الجو بالشرق السوري مواتٍ للصيد في عكر المياه الآسنة لكل من (داعش) الذي عاد وعوم ورقته للاستثمار الوقح فيها، وميليشيا قسد بعد التلويح لها بجزرة الفدرلة، وخاصة أن الحاوي الاميركي محترف باللعب على المغريات وتقديمها على طبق من قش أوهام للسائرين في ركب تآمره على وحدة الاراضي السورية، فابتعلت(قسد) الطعم المسموم راضية بالاحتراق على تخوم مشهد الطمع الاميركي .
أما اللص التركي الذي يحترف الخداع بالسياسة ويضرب عرض الحائط بتعهداته الدولية، مجاهراً بفجوره في ريف حلب بفرض هوية احتلاله على السوريين، وكلما سنح له الوقت الارهابي باقتناص الفرص العدوانية نفث سمومه وخبث غاياته تحت ذرائع واهية حاك خيوطها بما يناسب أطماع يسيل لها لعابه العثماني، هو الآخر يستميت طمعاً متأرجحاً على حبال الاحتيال بالذرائع، تارة بحجة أمن تركي مزعوم وتارة بركب موجة الضامن لفصائل ارهابية تختبئ تحت عباءته.
إلا أن الميدان السوري حطم بنتائجه أحلامهم، وما بين شطحات خيال وأوهام واشنطن وأنقرة، وبين ما تفرزه وقائع الميادين السورية بون شاسع في المعطيات وفي النتائج، فالنصر على الإرهاب ودحر الاحتلال هما جوهر الحسم في الاستراتيجية السورية، الأمر الذي سيدركه الاميركي والتركي مرغمين، كما أن وحدة سورية تم ترسيخها بقوة- كخط أحمر غير قابل للتجاوز أو المساومات الرخيصة- على طاولات التعاطي الدولي مع الملف السوري ولا رجعة لعقارب الساعة إلى الوراء في السياسة والميدان في تقويم الإنجاز السوري، فليقرأ المتآمرون والمعتدون في صفحات التاريخ السوري البعيد منه والقريب ستفهمهم أبجدية انتصاراته أن هذه الأرض لفظت قوافل الغزاة على مر تاريخها وتفعل الآن.
لميس عوده
التاريخ: الجمعة 2-11-2018
الرقم: 16826