سلالتان لا تنتهيان..

هما سلالتان، جعلهما الصراع بينهما، متحدتان على مبدأ صراع الأضداد:

سلالة المتحكمين المستبدين.. وسلالة الرافضين للاستبداد وجبروته المقاومين الباحثين عن الحق والحقيقة.‏

منذ بداية الحياة كان هذا الصراع وسيستمر، فبموجبه تتطور الحياة وتزدهر رغم ما تتعرض له من كوارث وحالات مأساوية، ومهما عظم شأن المستبد لا يبدو أنه سيكون له فرصة السيطرة على العالم، بما يعني تعميم الاستبداد والسيطرة والخضوع الكلي لهما.‏

شهدت نهايات القرون العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين حالة اندحار للمقاومة في وجه الهمجية الرأسمالية التي استمرت لقرون تحاول فرض سيطرتها على العالم وتعميم ثقافتها.. ومثلت حالة العولمة على قاعدة السوق، دون أي شك حالة هزيمة لجبهة مقاومة إنسانية استطاعت لعقود عديدة تسجيل انتصارات مذهلة ضد الهيمنة الرأسمالية ومشروع السيطرة على خيرات العالم، هزيمة تمثلت بسقوط أنظمة الشيوعية والاشتراكية وتحولها إلى رأسمالية وقد تكون وقحة غالباً.‏

هذا السقوط المدوي.. لم تستطع الرأسمالية العالمية وجبهة قوى السيطرة والاستبداد أن تبني عليه انتصاراً يثبت لها حالة السيطرة والاستبداد هذه، فتخلت بسرعة عن العوامل التي ساعدتها على إيقاع الهزائم في الجبهة المواجهة.. مثل الدعوة إلى الحرية والسلام والانفتاح العالمي لأمم الأرض وشعوبها على أساس شراكة السوق.‏

لاحظ اليوم.. السلوك الرأسمالي للولايات المتحدة الأميركية كزعيمة مفترضة للرأسمالية العالمية.. ومواقفها من جملة الاتفاقات والمعاهدات الدولية واتفاقات السلام العالمي التي طالما سعت لها في أوج انتصارها.. ؟؟!! لاحظ أن الرأسمالية العالمية متمثلة بالولايات المتحدة عادت إلى مفهوم الدولة الوطنية.. وهذا يتناقض مع حالة العولمة الظافرة التي شهدتها نهايات القرن الماضي ومطلع هذا القرن.‏

أميركا اليوم تخرج من إطار العولمة الرحب الذي تحدثت عنه وغنت له على أجمل النغمات الرأسمالية.. إلى إطار الدولة الأميركية.. وبالتالي تحاول سجن القوى الأخرى في العالم داخل دولها.. لتقيم معها إما علاقات طابعها السيطرة والتبعية والنهب المستمر.. كما دول الخليج مثلاً.. وإما دول خارجة عن إرادتها بأي مستوى كان، تخضعها لسياسة العقوبات التي تصل بآثارها المأساوية إلى الحلفاء أيضاً!!.‏

هذا الانحراف في جبهة السيطرة والاستبداد.. يقابله وسيقابله حالة جديدة من المقاومة والرفض، بدأت آفاقها تتضح تدريجياً ولا سيما في آسيا، وليست بعيدة عنه أوروبا.. رغم حالة العجز والشيخوخة الفكرية والاقتصادية.‏

رفض العقوبات والحصار الذي يفرض على العالم وسكانه داخل دوله.. سيشكل بيئة الإنتاج الفكري والثقافي الذي يستعيد تألق الإنتاج الفكري النظري والعلمي والعملي.‏

والعالم منذ اليوم على موعد مع تشكل ونمو جبهة المقاومة الفعلية القادرة على رسم مسارات جديدة للعالم والنضال البشري.‏

خَطٌ على الورق
أسعد عبود

as.abboud@gmail.com ‏ 

‏التاريخ: الثلاثاء 13-11-2018
رقم العدد : 16835

آخر الأخبار
هدايا متبادلة في أول لقاء بين الرئيس الشرع وترامب بـ "البيت الأبيض" بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟ سوريا فرصة استثمارية لا تعوض الواقع الزراعي بطرطوس متهالك ولا يمكن التنبؤ بمصيره مجلس مدينة حلب يوقّع العقد التنفيذي لمشروع "Mall of Aleppo " تحذيرات أممية من شتاء قاس يواجه اللاجئين السوريين.. والحكومة تتحرك القابون .. وعود إعمار تتقاطع مع مخاوف الإقصاء  180يوماً.. هل تكفي لتعزيز الاستثمار وجذب رؤوس الأموال؟