صرح بعض المعنين في محافظة دمشق في اجتماع مجلس المحافظة الذي اختتم اجتماعاته قبل يومين بأن المكتب التنفيذي يحضر لفرض غرامة مالية على السيارات المركونة على الأرصفة تصل الى 50 ألف ليرة ،تضاف إليها مخالفة شرطة المرور كون وقوف السيارات على الأرصفة يتسبب باهتلاكها فتصبح بحاجة لإعادة تأهيل وصيانة .
فشوارع وأرصفة العاصمة دون استثناء تحولت الى مواقف للسيارات والمركبات بمختلف أنواعها وأحجامها حتى إن مناطق الأسواق كثيرا ماتكون مغلقة بشكل كامل نتيجة توقف مئات السيارات ، لابل ان بعض المساحات من تلك الارصفة احتكرها بعضهم من خلال سلاسل وأعمدة حديدية لتصبح ملكا خاصا لمركبته أو موردا يتكسب من وراء تأجيره للسيارات الاخرى .
شركة دمشق شام القابضة التي تحول لها استثمار مايقرب من 4 الاف موقف أعلنت منذ فترة أنها انتهت من إعداد دراسة لطرح المواقف للاستثمار الذي سيشمل كل مناطق دمشق ،إلا ان كل ذلك لايبدو كافيا لمدينة باتت تزدحم بآلاف السيارات يوميا والتي من المتوقع ازديادها خلال الفترات المقبلة بعد فتح المعابر الدولية مع الجوار ،وفرض غرامات اضافية وغيرها من الاجراءات لن يحل شيئا مادام اساس المشكلة قائما ،فيما يغيب الحديث تماما عن المرائب الطابقية الموعودة تحت الحدائق التي كان يمكن لها ان تحل حسب مختصين اكثر من 50% بالمئة من مشكلة وقوف السيارات ،ولكن للأسف لاتزال مخططات تنفيذها هي الأخرى منذ عشرات السنين حبيسة الأدراج .
فالعلاجات الاسعافية للمشكلات التي باتت تئن منها شوارع وأرصفة دمشق في ظل غياب استراتيجية شاملة لمعالجة الواقع المروري لم تعد تجدي نفعا ،ومثل هذه الحلول هي الاخرى تخلق في بعض الاحيان مشكلات جديدة قد يصعب التعامل معها في ظل تقلص المساحات الفارغة القليلة المتبقية ،والمشكلة تتفاقم يومياً والمدينة تعاني في ظل غياب آليات وحلول ناجعة تنعش الحركة مجدداً فيها، فهل ستتغير الصورة ويختفي كل ذلك التشوه البصري والازدحام المروري.. وهل نتأمل ان يتحسن قريبا من خلال اجراءات ناجعة وفاعلة ينتظرها الجميع .!
ثورة زينية
التاريخ: الجمعة 16-11-2018
الرقم: 16838