على إيقاع الحياة الموجع في صخبه وضجيجه المتسارع والمتضخم يوماً بعد يوم، يُسابق المواطن الزمن للقبض على لقمة عيشه التي سرعان ما تتراكض أمامه مسرعة أمام متطلبات المعيشة الصعبة والمتدحرجة بثقلها وكارثيتها على جيوب السوريين التي باتت خاوية من كل شيء إلا من الهم والحزن والوجع.
فالحياة بأهوالها وأوجاعها وهمومها أفقدت كل شيء طعمه ولونه وشكله حتى غدت الأجساد شاحبة بلا روح وبلا ذاكرة، همها الوحيد ليس جمع المال لمواجهة أعباء الحياة، بل جمع النسيان أيضاً وتكديسه في حنايا الذاكرة، حتى لايسقط الجسد صريعاً أمام هذا الكم الهائل من الصفعات والصدمات، خاصة أن هذه الأجساد هي نفسها التي صمدت وواجهت ووقفت شامخة صامدة أمام وحوش الإرهاب طيلة سنوات الحرب الماضية بعد أن خاضت مع تلك الوحوش أعتى المعارك التي لم يشهد التاريخ مثيلا لها.
الصورة تبدو قاتمة بعض الشيء ، وهي باتت بحاجة الى قبس من ضوء لرفع المعنويات التي تتسابق من أجل إكمال المعركة مع الإرهاب، المعركة التي شارفت على نهايتها، من أجل البدء بمسيرة إعمار وبناء ما هدّمه الإرهاب وقد بدأت عجلات هذه المسيرة تخط طريقها مسرعة في المستقبل.
ربما كثيرون من السوريين اليوم قد دخلوا غرفة العناية المركزة وباتوا بحاجة الى إجراء إسعافي عاجل يعيد لهم الوعي والحياة والبهجة، ويرد لهم الروح التي هجرتهم منذ زمن بعيد.. ها قد بُح صوتنا … فهل هناك من يسمع قبل فوات الآوان.
فواصل
فردوس دياب
التاريخ: الخميس 22-11-2018
الرقم: 16842