القلب في حلب والعين على إدلب

يحمل اعتداء المجموعات الإرهابية على أحياء حلب بالغازات السامة جملة من الأسئلة وعلامات الاستفهام، كما يحمل في طياته الكثير من الدلالات والمؤشرات، التي تفضي في مجملها جميعا إلى سلسلة من الإجراءات الواجب اتخاذها لمنع تكرار ما حدث في أحياء الخالدية وشارع النيل وجمعية الزهراء.
في الظاهر فإن الذراع الإرهابية التي أطلقت القذائف السامة هي تلك المجموعات الإرهابية المنتشرة في ريف حلب وبالتحديد من الضواحي الجنوبية الشرقية لقرية البريكيات التي يسيطر عليها عناصر النصرة الإرهابية، الا أن ثمة شركاء وأذرعاً إرهابية أخرى متورطة في ذلك، من ناحية التنسيق والتنظيم وتقديم الاستشارة وعلى رأسها ما يسمى «الخوذ البيضاء»، إضافة الى دول قدمت التسهيلات لحصول الإرهابيين على تلك المواد السامة وخاصة تركيا، التي تتحمل مسؤولية إضافية لكونها الضامن لتلك المجموعات فيما يخص منطقة خفض التوتر المبرمة مع الجانب الروسي، كما أن يد فرنسا الإرهابية لابد أنها حاضرة في تلك الجريمة، خاصة بعد الأنباء المحلية التي تحدثت قبل أيام عن وصول إرهابيين فرنسيين إلى إدلب عبر الحدود المشتركة مع تركيا لتذخير صواريخ بمواد تحتوي على غازات سامة بغية استخدامها داخل الأراضي السورية.
اذا كان استهداف الإرهابيين لمدينة حلب بالقذائف السامة واضح الأهداف وهو ضرب السكينة والاستقرار اللذين تشهدهما المدينة، وإدخال السكان في دوامة الخوف.. فإن دلالات ذاك الاعتداء واضحة وكبيرة أيضا، وهي تقطع الشك باليقين بأن جميع الأحداث المشابهة السابقة التي وقعت خلال السنوات الماضية هي من فعل المجموعات الإرهابية، حيث كانوا يسارعون لاتهام الجيش العربي السوري بذلك.
لا نسعى للبحث عن أدلة تؤكد استخدام الإرهابيين للغازات السامة ضد المدنيين وأفراد الجيش العربي السوري، فالدلائل كثيرة من رصد تلك المجموعات وهي تنقل تلك الغازات في إدلب، إلى ضبطها في المخلفات التي كانوا يتركونها في المناطق التي يسيطر عليها الجيش، إلى كشف فبركتهم لأفلام استخدامها من الدولة السورية، وهي التي أعلنت التخلص من جميع المواد السامة منذ انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية.
لا شك أن قلوب جميع السوريين في حلب مع أهلها، إلا أن الأهم هو أن تكون عين المجتمع الدولي على إدلب مع عيون الجيش العربي السوري، من أجل القضاء على جميع الإرهابيين، ووضع حد لإجرامهم، ومخططاتهم الهادفة إلى تدمير بنيان الدولة السورية، ومن المؤكد أن لحظة الحسم في إدلب باتت أكثر من ضرورة، خاصة مع مجموعات لا تعرف ميثاقاً أو عهداً، أو مع دول راعية لها أبعد ما تكون قادرة على الالتزام بتعهداتها وضماناتها.
منذر عيد
 Moon.eid70@gmail.com 

التاريخ: الأثنين 26-11-2018
رقم العدد : 16845

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة