سعار الإرهاب

يعكس التصعيد الارهابي المسعور في الشمال السوري حالة التأزم الشديدة التي وصلت إليها التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها، خاصة الولايات المتحدة الاميركية التي لا تزال تصر على التشبث بسياسة التوتير والتفجير كخيار وحيد بالنسبة لها بعد أن فقدت كل خياراتها في الميدان السوري.
الادارة الاميركية اليوم باتت تسابق الزمن لتغيير الواقع على الارض أو على الاقل الحفاظ على الوضع الراهن كما هو حتى يتسنى لها التقاط أنفاسها وإعادة إنتاج وتجميع إرهابييها في الميدان من أجل الدفع بهم مجددا الى الجغرافيا السورية لخلط الاوراق وقلب الطاولة، وما حصل في حلب بالأمس من استهداف الإرهابيين للمدنيين السوريين بالأسلحة الكيميائية جزء من المحاولات الاميركية المستمرة لتغيير الواقع على الارض.
المعضلة الحقيقية هي أن العقل الاميركي لايزال يرفض حتى اللحظة فكرة تقبل الهزيمة أو على الاقل الاعتراف بها، رغم إعلانه الصريح عنها وعلى لسان أكثر من مسؤول أميركي وغربي، وهو الامر الذي يدفعه الى الاصرار على خيار التصعيد والتحشيد وإجهاض كل التفاهمات والاتفاقات والالتزامات الدولية.
على هذا النحو يبدو التجاهل الاميركي لاستحالة تبديل الواقع المرتسم على الارض بحوامله ومعادلاته وقواعده التي باتت راسخة ومتجذرة في عمق المشهد أمراً أشبه بمصارعة طواحين الهواء والركض خلف السراب.
المشهد بكل عناوينه وتفاصيله المعقدة والشائكة بات ساطعاً وواضحاً وضوح الشمس، وهذا ما يفرض على الادارة الاميركية مقاربة ومحاكاة التحولات الجارفة التي عصفت بالمشهد السوري والدولي بشيء من الحكمة والعقلانية والموضوعية، لأن الاستمرار بسياسة إشعال الحرائق قد يؤدي الى الذهاب بالجميع الى حافة الهاوية وفي مقدمتهم الاميركي وأدواته.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 27-11-2018
رقم العدد : 16846

آخر الأخبار
جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات عزيز موسى: زيارة الشرع لروسيا إعادة ضبط للعلاقات المعتصم كيلاني: زيارة الشرع إلى موسكو محطة مفصلية لإعادة تعريف العلاقة السورية- الروسية أيمن عبد العزيز: العلاقات مع روسيا لا تقل أهمية عن العلاقات مع أميركا وأوروبا الشرع وبوتين : علاقاتنا وثيقة وقوية وترتبط بمصالح شعبينا المكتب القنصلي في حلب.. طوابير وساعات من الانتظار بوتين والشرع يؤكدان في موسكو عمق الشراكة السورية الروسية للمقاييس عدالة.. لكن من يضبط الميزان؟