خلافاً لكل المواجهات والحروب التي شهدتها البشرية على امتداد تاريخها الطويل، وخلافاً لكل النهايات المفترضة حين تضع الحرب أوزارها
فإن ما يحصل بسورية الآن في آليات التعامل الخارجي معها ومع انتصاراتها ومع الوثائق الميدانية على الأرض يخالف كل ما عرفته البشرية، فلا الانتصارات تقنع المعتدين أنهم غير قادرين على تحقيق شيء، ولا هزائم مرتزقتهم تعطيهم درساً في فهم آليات وصيرورة الأحداث فيقتنعون ويقنعون بالواقع ويتراجعون أو يستبدلون على الأقل طريقة وأسلوب مواجهتهم.
هي التهديد والوعيد طريقتهم وهو العدوان أسلوبهم وهو الإرهاب أداتهم وإن كانت لم تستطع تحقيق أهدافهم فنراهم اليوم يعاودن اجترار أسلوبهم القديم يوم بدؤوا تنفيذ خطواتهم الأولى ضد سورية، فيستخدمون الأدوات ذاتها دون أن يدركوا أن ظروفاً وشروطاً وعوامل الصمود ما زالت موجودة وقد ازدادت قوة ومنعة وثباتاً فكيف سيكون الأمر في حال تم ضخ الحركة في أدوات الإرهاب القذرة، وتم استقدام إرهابيين جدد واتباع نفس أسلوب الكذب والإدعاء الإعلامي والتلويح باللجوء إلى القوة المفرطة في الضغط على سورية.
العقبة التي لا يرى لها الغرب الاستعماري حلاً يوافقه، هي مسألة اللجنة المكلفة إعادة مناقشة الدستور المالي فلا استطاع ستيفان ديمستورا تنفيذ الطلبات الأميركية، كما أنه لم يستطع فرض آليات تشكيلها وهو يمضي نهاية العام إلى نهائية دون تسجيل تخريب ممكن، فتطلق الولايات المتحدة تهديداتها، تبرير وتخريب وهدم كل الانجازات السياسية الناتجة عن التطورات الميدانية تلك التطورات والانتصارات التي يجب أن تؤسس لحالة سياسية توافقها، الأمر الذي لا ترتضيه الولايات المتحدة أبداً وهي تسعى إلى تقويضه.
وهنا يتجاهل المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة أبسط الحقوق السياسية للدول فيما يمضي السوريون لمتابعة حياتهم ونشاطاتهم اليومية دون اكتراث الجميع، تلك التهديدات فهم قد خبروها وهم قد واجهوا أعتى أشكال العدوان ولن يكون القادم أسوأ مما عرفه السوريون وانتصروا عليه.
مصطفى المقداد
التاريخ: الخميس 6-12-2018
الرقم: 16854