تتحدث مؤشرات مديرية الزراعة في اللاذقية عن تحسن في موضوع تسويق الحمضيات خاصة لجهة الأسعار قياساً بالعام الماضي في مختلف الأصناف… لكن الواقع الحالي حتى الآن غير مشجع ويتطلب إجراءات ووسائل أخرى أكثر جدية تعطينا نتائج واقعية على الأرض ولا سيما أن الكميات المسوقة لم تتجاوز الـ 80 ألف طن في مقابل إنتاج زاد على 850 ألف طن…!!
ليس المعيار أن نقارن ما تم تسويقه بين عام وآخر وكذلك بالنسبة للسعر فموسم الحمضيات مشكلة عمرها عشرات السنين لم نستطع حتى الآن إيجاد الحلول المناسبة لها رغم العديد من المحاولات ووضع الخطط والبرامج والإصرار على ألا تتكرر المشكلة كل عام ورغم ذلك فهذا لا يكفي ولا يوصلنا إلى النتيجة المرجوة خاصة أن الإنتاج المحلي للحمضيات هو الأفضل عالمياً وهذا يحتم علينا ابتكار طرق وأدوات جديدة فاعلة كي نستثمر هذا المحصول الاستراتيجي ليصل إلى الأسواق المجاورة وحتى العالمية بأفضل الوسائل وأقلها تكلفة.
إن قرار منح الدعم بتقديم 1600 دولار لكل شاحنة تصدير براً أو حاوية بحراً ساهم إلى حدٍ ما في معالجة المشكلة نسبياً لكننا بالتأكيد نحتاج إلى مزيد من الإجراءات يأتي في مقدمتها البحث عن أسواق لتصريف المنتج خاصة مع الجوار والسرعة في إنجاز معمل العصائر الذي يستهلك كميات لا بأس بها كما أنه لا بد من تبسيط وتسهيل تسجيل عقود المصدرين ووضع برنامج عمل متكامل يحقق في النهاية تسويق المحصول بسعر معقول…!!
إن التصريحات التي نسمعها من قبل المعنيين بموضوع تسويق الحمضيات هذا العام مبشرة وتجعلنا أكثر تفاؤلاً من أي وقت مضى فيما لو توافقت واقترنت بما يقوله مزارعو الحمضيات الذين عانوا وما زالوا من التداعيات وتحملوا وتكبدوا خسائر كبيرة مادية وغيرها وهم حتى الآن غير راضين فمحصولهم يتمتع بميزات ومواصفات جيدة وهو الأفضل على مستوى الإقليم فلماذا لا يتم تسويقه…؟!
إن الدعم الحكومي يتمثل في العديد من الإجراءات التي يمكن القيام بها منها ما تم فعلياً على الأرض كالتي ذكرناها سابقاً ومنها لم يتم العمل به، على سبيل المثال إقامة خط نقل بحري يخفف تكاليف النقل خاصة مع روسيا وهذا ما يجعل المصدرين قادرين على تصدير نصف الإنتاج على الأقل…. فلنبدأ
حديث الناس
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 11-12-2018
الرقم: 16857