في الحالة السورية ثمة من يريدها واقعاً مستمراً وإن استخدم لرؤيته عبارات اجتهد أن تكون سياسية.. ولا تغيب هذه الرؤية عن الأمم المتحدة إن افترضنا أن دي ميستورا ما زال ينطق باسمها فيما يتعلق بالحالة السورية، طالما أنه مستمر رسمياً بالمهمة حتى نهاية العام الجاري. الرجل مشغول بالحل السياسي.. ولا يعنيه شيئاً على ما يبدو من استمرار وجود الارهاب والاحتلال والقتال.. أتراه ينظر إلى ذلك على أساس أنه واقع يمكن أن يستمر؟.
حتى ولو افترضنا، -يجب أن نبتعد عن افتراض سوء النيات- أن الرجل يقبل ذلك، أو لا يمانع فيه.. فهو يجب أن يعلم، وكان يجب أن يعلم منذ توليه مهمته أن ثمة من له الدور الأكبر في القرار السوري ولا يوافق ولن يوافق.. على تصور حالة تفترض استمرار الواقع على ما هو عليه والدخول في محاولة إيجاد الحل السياسي..
الذي يجب أن يُدفع به اليوم من قبل الذين لا ولن يوافقوا على تحويل الحالة القائمة إلى واقع ثابت ومستقر, هو بدقة ووضوح التقدم في طرح الحل البديل.. وهو حل لما يحاولون به إعاقة أي فرصة حقيقية لحل سياسي.. أعني بوضوح التقدم خطوات واضحة وعملية باتجاه العمل العسكري الذي يمهد لحل سياسي قائم على تحقيق تحرير ووحدة كامل الأراضي السورية.. وهو ما نصّت عليه كل المبادرات والمهمات والقرارات التي عنت بالشأن السوري.
الواضح أن ثمة تفهماً لهذه الحقيقة لدى الحكومة السورية وحلفائها. هذا التفهم يفترض فعلياً تغييراً في قواعد اللعبة.. ولعل هذا الافتراض بات ملحاً إلى درجة المطالبة الصريحة أن هيا إلى الميدان..
هي بالتأكيد ليست دعوة للحرب.. والحرب قائمة أصلاً.. وفي كل يوم ثمة سوريون يقتلون.. وهي أهم وأوضح عناصر تشكل المشهد الذي يريدونه واقعاً مستمراً.
As.abboud@gmail.com
أسعد عبود
التاريخ: الأربعاء 12-12-2018
رقم العدد : 16858