إجراءات قاصرة!!!

وسط وعود الجهات المعنية المتكررة بضبط الأسواق وبتخفيض الأسعار، وتوعدها بإجراءات صارمة بحق المتلاعبين، فقد شهدت الأسواق ارتفاعاً ملحوظا بأغلب أسعار السلع والمواد الاستهلاكية والخضار والفواكه لدرجة وصلت معه أنواع من السلع والأصناف إلى ضعف سعرها الحقيقي، فعلى سبيل المثال فقد وصل سعر كيلو البطاطا إلى 300 ليرة، رغم تأكيد المزارعين بأنهم قاموا بتسويقها بأقل من ذلك بكثير. وطبعاً ما ينطبق على البطاطا ومعاناة مزارعيها ينسحب على الكثير من المواد كالحمضيات التي لم يجد أصحابها حلاً لمعاناتهم المتكررة كل عام.
يؤكد الكثير من المزارعين والفلاحين أن أسعار تسويق تلك المواد من حقولهم هي أقل بكثير مما يتم تداوله. الأمر الذي يؤكد أن هناك حلقة مفقودة بين المنتج والمستهلك حيث تتكرر الحكاية في كل عيد وفي كل ظرف يراه تجار الأزمات فرصة مواتية للاستغلال وجني الأرباح على حساب المواطنين.
وقد عزا الكثير سبب ارتفاع الأسعار إلى ضعف الرقابة على الأسواق والإجراءات القاصرة لضبطها وتحكم قلة من التجار فيها وانتشار حالات التلاعب والاحتكار، وعدم تمكن مؤسسات التدخل الإيجابي من القيام بدورها، وكثرة الحلقات الوسيطة بين المنتج أو المزارع والمستهلك وربط عملية البيع والشراء بصعود وهبوط العملات، فالأسعار تلحق الدولار في الارتفاع بشكل لحظي، لكن عندما يبدأ الدولار في الانخفاض، تبقى الأسعار على ما هي عليه بنفس وتيرة الارتفاع والضحية هو المواطن.
إن استمرار ارتفاع الأسعار الجنوني في الفترة الأخيرة دون رقابة حقيقية بدأت آثاره السلبية تظهر على الكثير من شرائح المجتمع، وذلك من خلال خلق فجوة كبيرة بين الدخول المالية للأسر وعجزها عن تحقيق متطلبات عيشها اليومية، لذلك يجب العمل على مواجهة ارتفاع الأسعار غير المبررة، ورفع العبء والمعاناة عن كاهل المواطنين ولا سيما أصحاب الدخل المحدود الذين لم يعد بمقدور الكثير منهم مجاراة الأسعار الملتهبة، وخلق حالة من المنافسة لتوفير السلع عبر منافذ الجمعيات الاستهلاكية والمجمعات التنموية وإنصاف المزارعين عبر التأكيد على تسويق كامل إنتاجهم وبسعر يتناسب مع جهدهم وتعبهم طيلة العام.
ارتفاع الأسعار مشكلة مزمنة ومسألة يجب الوقوف عندها والنظر فيها وإيجاد حلول للسيطرة على الأسواق وضبطها، ووضع تدابير عاجلة في مثل هذه الظروف لتفادي آثارها السلبية لأن تجاهلها قد يجر مشكلات اجتماعية واقتصادية كثيرة وآثاراً سلبية قد تؤثر على الأسرة والمجتمع.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 19-12-2018
رقم العدد : 16864

آخر الأخبار
تحركات جادة لتحسين الواقع الخدمي في دوما وصيدنايا فريق أهلي لمعالجة الأزمات الخدمية في عرطوز  محافظة دمشق : الحديث عن تهجير طائفة معينة " بالقدم  " عار عن الصحة  بيان لـ"تربية حلب" يكشف تفاصيل   تتعلق بالعاملين في مجمعات الشمال  الطاقة المستدامة .. القطاع الخاص يقود فرص العمل  مفاضلة لملء الشواغر في مدارس المتفوقين بالقنيطرة بيان "الهجري" تغيير اسم جبل العرب إلى "باشان" محاولة يائسة لتسخين المشهد محافظة دمشق تكذب شائعة تغيير اسم ساحة المرجة     الفلسطينيون يشقون طريقهم وسط الأنقاض نحو منازلهم      القبض على أحد أفراد عصابة سرقة كابلات الكهرباء بدرعا     "قيصر" يقترب من نهايته.. تعاف اقتصادي ومصرفي يلوح بالأفق     الصحة المجانية للفقراء ... والمقتدرون ملزمون بالدفع     "فزعة منبج".. تجاوزت 11 مليون دولار لدفع عجلة إعادة الإعمار     إلغاء قانون قيصر..بوابة الانفراج الاقتصادي في سوريا عبد الرحمن دالاتي .. صوت إنساني من سوريا يعانق غزة الشيباني في لبنان .. من صفحات الماضي إلى آفاق المستقبل عبد الرحمن الدالاتي... السوري الذي أبحر نحو غزة وعاد إلى الحرية إلغاء " قيصر".. لحظة مفصلية نحو التعافي خطوة مفصلية في مسار العلاقات السورية الأميركية الدبلوماسية السورية تنجح في إيصال صوتها.. إلغاء " قيصر" خطوة متقدمة