ألم يأت الأوان بعد لمجلس الأمن ليضطلع بمسؤولياته حيال الجرائم الأميركية في سورية، ويتحرك فوراً، ويتخذ ما يلزم من آليات وإجراءات لوقف مجازر التحالف الأميركي بحق المدنيين، ومحاسبة هذا التحالف غير الشرعي على ما ارتكبه ولا يزال من جرائم بأسلحة محرمة دولياً في هجين والسوسة و و؟، أم أن ما يجري في الأراضي السورية لا يدغدغ ضمائر المؤسسة الأممية (هذا إن وجدت لها ضمائر فعلاً)، طالما أن القاتل أميركي والضحية سوري؟!.
شهداء وجرحى سوريون.. كلهم قضوا بعدوان أمريكي متعمد، ولم نر أو نسمع في الغرب المتأمرك أو الخليج المتصهين من تنطح ليعبر عن إدانته أو قلقه حتى الآن، وإن كان من باب التدليس الدبلوماسي أو النفاق السياسي، فما أكثر المتآمرين علينا، وما أكثر سيناريوهاتهم وألاعيبهم على حبال تسمين الإرهاب وتفخيخه، وحرف بوصلته يميناً وشمالاً، وحيثما تشاء رياح مشغليه.
وعندما تطالعنا التقارير بأن قوافل صهاريج للمجموعات الإرهابية المنتشرة شرق نهر الفرات تهرب النفط السوري إلى تركيا والعراق بغطاء مباشر من الولايات المتحدة والتحالف غير الشرعي الذي تقوده فما الذي نفهمه من ذلك؟، وأيضاً حين تؤكد مصادر استخباراتية بأن النظام التركي يواصل خرق اتفاق المنطقة منزوعة السلاح، ويسهل مرور مزيد من الإرهابيين عبر أراضيه إلى إدلب، دون أن ننسى طبعاً تهديداته شبه اليومية بعزمه على شن عدوان جديد شرق الفرات، تحت يافطة محاربة الإرهابيين مع أنهم بنهاية المطاف مرتزقته وأدوات حليفه الأمريكي فكيف نفسر ذلك؟.
الأمريكي والتركي يعملان على شحن أوراقهما الإرهابية، ومدها بأرصدة ميدانية، وإطالة صلاحياتها، واستبدال ما احترق منها بأخرى، ليلعبان من جديد على وتر الوقت المستقطع، لعلهما يعوقان إنجازات الجيش العربي السوري، أو يستوليان عبر قطعانهما التكفيرية على ما أمكن من الأراضي السورية، متناسين تماماً أن حماة الديار بالمرصاد لكل تحركاتهم المشبوهة، وبأن لا خبز لهم في أراضينا مهما حاكوا من دسائس، وراهنوا على دمى إرهابية متحركة، ومستجدات الساحة السياسية والمشهد الميداني تدلل على ما نقول.
الحل للأزمة سياسي ولكنه مشروط بصدق نيات من يدعي حرصه على السوريين، لذلك فكل ما يمكن أن ينجم عن آستنة أو سوتشي أو جنيف رهن بالالتزام التركي أولاً وأخيراً، فدحر الإرهاب واجتثاثه من أراضينا لا يمكن أن يستقيم طالما أردوغان يصرُّ على استقدام المزيد من الإرهابيين إلى إدلب، وكذلك لا يمكن أن يستقيم وأمريكا تمعن عبر تحالفها العدواني في استهداف السوريين وتهجيرهم من بيوتهم وممتلكاتهم، ولكنها حماقتهم أعيت من يداويها.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 19-12-2018
رقم العدد : 16864